والذين سبق فعيَّنهم، فهؤلاء دعاهم أيضًا، والذين دعاهم، فهؤلاء بررهم أيضًا ( رو 8: 30 )
الدعوة التي يتحدث الرسول بولس عنها هنا ليست هي دعوة الإنجيل العامة لجميع البشر لكي يتركوا خطاياهم ويلجأوا إلى المخلص، ففي هذه الدعوة العامة تبرز المسئولية الفردية. لكننا هنا في رومية 8 نقرأ عن قصد الله «المدعوين حسب قصده». وما دام هذا قصد الله فهو لا بد أن يتم، كما يقول النبي «قد حلف رب الجنود قائلاً: أنه كما قصدت يصير، وكما نويت يثبت» ( إش 14: 24، انظر أيضًا رومية9: 11). هذه هي إذًا الدعوة الفعالة الملزمة، إذ نتجت عنها النتيجة المرجوة، كما يقول الرسول هنا «والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضًا». وهذه الدعوة لا يمكن للإنسان أن يقاومها بأن يقسي قلبه، لأنها تزيل القساوة من القلب. إنها تنزع قلب الحجر وتعطي بدلاً منه قلب لحم. وهكذا فإن الله معنا تداخل بقوته، كي ما يتمم مقاصد محبته.