|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انْفُخُوا فِي رَأْسِ الشَّهْرِ بِالْبُوقِ، عِنْدَ الْهِلاَلِ لِيَوْمِ عِيدِنَا [3]. كانت الأبواق تُضرب في رأس كل شهر. كان اليهود عادة يرسلون بعض الأشخاص على قمة تلٍ أو جبلٍ مع بدء القمر الجديد، وعند ظهوره مباشرة يضربون بالبوق، ويعلق رئيس المجمع (السنهدرين) أن ذلك يتفق مع الحسابات الفلكية، صارخا "ميقديش" Mikkodesh، أي "مُقدس"، ويصرخ الشعب ناطقين ذات الكلمة مرتين، وعندئذ تُضرب الأبواق في كل مكان! يقول يوسابيوس أسقف قيصرية أنه قد بطلت هذه العادة، بعد الكرازة بالإنجيل المقدس كبوقٍ تسمعه الأرض كلها، في عيدٍ مشهورٍ. * "انفخوا بالبوق" ، هذه هي الكرازة بصوتٍ عالٍ وجراءة. لا تخف! كما يقول النبي في موضع آخر: "اصرخ، ارفع صوتك كبوقٍ" (راجع إش 58: 1)... "رأس الشهر" هو القمر الجديد، والقمر الجديد هو الحياة الجديدة. ما هو القمر الجديد؟ إن كان أحد في المسيح، فهو خليقة جديدة" (2 كو 5: 17). ما هو النفخ بالبوق في بدء الشهر؟ اكرزوا بكل ثقةٍ بالحياة الجديدة، ولا تخافوا من إزعاج الحياة العتيقة . القديس أغسطينوس * قال القديس أثناسيوس: أمر الله إسرائيل القديم أن يبوقوا بأبواق حسية، شهادة لعتقهم من عبودية مصر، وهكذا أمر إسرائيل الجديد (المسيحيين) أن ينذروا بالبوق الروحي الذي هو الإنجيل المقدس في رؤوس الشهور، أي عند تجديد عقولهم بالمسيح الإله. الأب أنسيمُس الأورشليمي * قديمًا دعا الرب بواسطة موسى.. إلى حفظ أعياد اللاويين في المواسم المقررة قائلًا: "ثلاث مرات تعيد لي في السنة" (خر 14:23). الثلاثة أعياد هي: عيد الفصح أو الفطير، عيد الخمسين أو الأسابيع أو الحصاد، عيد المظال أو الجمع. وكانت أبواق الكهنة تهتف حاثة على حفظ العيد، كأمر المرتل الطوباوي القائل: "انفخوا في رأس الشهر بالبوق عند الهلال ليوم عيدنا" (مز 3:81). وكما كتب، كانت الأبواق تدعوهم أحيانًا إلى الأعياد، وتارة إلى الصوم، وثالثة إلى الحرب، ولم يكن ذلك من قبيل المصادفة أو جزافًا، إنما كان الهتاف يتم لكي يتسنى لكل واحدٍ أن يحضر إلى الأمر المُعلن عنه. هذه الأمور التي أتحدث عنها ليست من عندي، بل جاءت في الكتب المقدسة الإلهية، إذ كما جاء في سفر العدد، عندما ظهر الله لموسى كلمه، قائلًا: "اصنع لك بوقين من فضة، مسحولين تعملهما، فيكونان لك لمناداة الجماعة" (عد 1:10-2). وهذا يطابق دعوة الرب الآن للذين يحبونه ههنا.. إنهم لم يكونوا يهتفون بالأبواق في وقت الحروب فحسب (عد 9:10)، لكن كانت هناك أبواق يهتفون بها في الأعياد أيضًا كما جاء في الناموس.. إذ يقول: "في يوم فرحكم وفي أعيادكم ورؤوس شهوركم تضربون بالأبواق" (عد 10:10). ومتى سمع أحدكم الناموس يوصي باحترام الأبواق، لا يظن أنه أمر تافه أو قليل الأهمية، إنما هو أمر عجيب ومخيف! فالأبواق تبعث في الإنسان اليقظة والرهبة أكثر من أي صوت آخر أو آلة أخرى. وكانت هذه الطريقة مُستخدمة لتعليمهم إذ كانوا لازالوا أطفالًا.. ولئلا تؤخذ هذه الإعلانات على أنها مجرد إعلانات بشرية، فقد كانت أصواتها تشبه تلك الني حدثت على الجبل (خر 16:19) حينما ارتعدوا هناك، ومن ثم أعطيت لهم الشريعة ليحفظوها . البابا الأنبا أثناسيوس الرسولي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|