|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خدمة الرب يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟ ( أع 9: 6 ) إن أسمى شيء يستحق أن تُنفق حياتنا لقصيرة على الأرض لأجله، هو أن نخدم الرب. وإن أجمل خُلاصة تصف حياة قديس بعد رحيله، هي أنه كان نافعًا للرب، وإن كان هذا لا يتأتى سوى عن طريق الآلام، فمعظم الرجال الذين استخدمهم الله استخدامًا مباركًا على مرّ العصور، كانوا جميعًا خريجي مدرسة الألم، أو بالحري قُل خريجي مدرسة الله شُعبة ألم. فأن يستخدمك الله وتكون خادمًا للرب، هذا شيء يقصر أي قلم عن وصف عظمته وسموه، بشرط أن يكون مفهومنا للخدمة مفهومًا صحيحًا. فأن تكون الخدمة عبارة عن تسلية في وقت الفراغ، أو ممارسة لهواية طبيعية من الهوايات، أو حتى مجهودات لإنجاح كنائس أو طوائف وجماعات، هذه كلها ليست الخدمة التي نتكلم عنها، وفي هذه جميعها يبحث أصحابها عن المُتعة وتحقيق الذات، وبالتالي لا تستحق في نظرهم إطلاقًا، ولا يتوافق معهم أبدًا، فكرة حتمية الألم. إذ أنها ليست من الأصل استخدامًا من الله. لكن الخدمة التي نتكلم عنها، هي أن تكون رجلاً قريبًا من قلب الرب وفكره. تقف في مجلسه وتستمع إلى كلامه ثم تخرج عاملاً مشيئته. وأن تكون رجلاً تُفرِّح قلب الرب بطاعتك له، وتُسعده بتتميم ما يأمرك به، وبإنجاز ما يرسلك إليه. إن فعلنا هذا سنشعر بقيمة الحياة، وسنُدرك فعلاً أنها تستحق أن تُعاش، طالما أنها منحتنا فرصة أن نكون خدامًا لإلهنا. لقد قرأت كثيرًا عن أغنياء جمعوا المليارات، وعلماء وفلاسفة وصلوا لأعظم الاكتشافات، وقادة حققوا أكبر الإنجازات، إلا أنهم جميعًا سجلوا في نهاية حياتهم شعورًا بالفراغ والضياع وأنه لا قيمة لكل ما فعلوه، رغم أنهم انتفخوا يومًا وتفاخروا بما أنجزوه. ما أبعد الفارق بين شعور هؤلاء، وشعور الرسول بولس، يوم دق له ناقوس الرحيل، إذ يقول: «إني أنا الآن أُسكب سكيبًا، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وُضع لي إكليل البر، الذي يَهبهُ لي في ذلك اليوم، الرب الديان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا» ( 2تي 4: 6 - 8). . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|