أوكل السيد المسيح تلاميذه رسالة كبيرة وهي: "أَنتُم مِلح الأَرض، أَنتُم نُور العالَم". المِلح والنُور، يحدّدان هويّة تلاميذ المسيح ورسالتهم في المجتمع. أن روح المسيح وحده بإمكانه أن يجعلهم فعلاً مِلحا يعطي طعمًا ويحفظ من الفساد ونُورا ينير العالم، إذ يحملون نُور الله الحي إلى الذين يجهلونه أو يرفضونه.
المِلح والنُور بلغة الإنجيل ما هو إلاَّ تعبير عن أعمال التطويبات التي يدعو إليها يسوع، والتطويبات هي السيرة المسيحية الزكيَّة بحسب قول بولس الرسول " لِتَكونوا بِلا لَومٍ ولا شائبة وأَبناءَ اللهِ بِلا عَيبٍ في جِيلٍ ضالٍّ فاسِد تُضيئُونَ ضِياءَ النَّيِّراتِ " (فيلبي 2: 15). فكل مسيحي يجب أن يكون تلميذا للمسيح، وكل تلميذ للمسيح يجب أن يكون مِلحا ونُوراً للعالمين. ولكن التلميذ لا يكون مِلحا ونُورا إلا في عيش التطويبات.