منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 10 - 2012, 08:49 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933



*** موضوع متكامل لتفسير سفر اشعياء النبى كتابيا ***
القمص تادرس يعقوب ملطي






مقدمة فى سفر إشعياء :






دعى إشعياء : " النبى الأنجيلى " ،


ودعى سفره : " إنجيل إشعياء " أو " الإنجيل الخامس " .



من يقرأه يظن أنه أمام أحد أسفار العهد الجديد ، وأن الكاتب أشبه بشاهد عيان لحياة السيد المسيح وعمله الكفارى خاصة " الصليب " ؛ يرى صورة حية للفداء وأسراره الإلهية العميقة .


قال عنه أحد الآباء :


[ إنه أكثر من أى كتاب نبوى آخر ، يحوى أكمل النبوات المسيانية التى وجدت فى العهد القديم ، يشهد بطريقة أكيدة عن آلام المسيح وما يتبعها من أمجاد ]


اهتم به آباء الكنيسة خاصة فى حوارهم مع غير المؤمنين لأجل ما تضمنه من نبوات كثيرة وصريحة عن شخص السيد المسيح وعمله الفدائى وكنيسته وعطية روحه القدوس الخ ... .


والموضوع له باقية
رد مع اقتباس
قديم 08 - 10 - 2012, 08:49 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل لتفسير سفر اشعياء النبى كتابيا



*** موضوع متكامل لتفسير سفر اشعياء النبى كتابيا ***
القمص تادرس يعقوب ملطي






مقدمة فى سفر إشعياء :






دعى إشعياء : " النبى الأنجيلى " ،


ودعى سفره : " إنجيل إشعياء " أو " الإنجيل الخامس " .



من يقرأه يظن أنه أمام أحد أسفار العهد الجديد ، وأن الكاتب أشبه بشاهد عيان لحياة السيد المسيح وعمله الكفارى خاصة " الصليب " ؛ يرى صورة حية للفداء وأسراره الإلهية العميقة .


قال عنه أحد الآباء :


[ إنه أكثر من أى كتاب نبوى آخر ، يحوى أكمل النبوات المسيانية التى وجدت فى العهد القديم ، يشهد بطريقة أكيدة عن آلام المسيح وما يتبعها من أمجاد ]


اهتم به آباء الكنيسة خاصة فى حوارهم مع غير المؤمنين لأجل ما تضمنه من نبوات كثيرة وصريحة عن شخص السيد المسيح وعمله الفدائى وكنيسته وعطية روحه القدوس الخ ... .


والموضوع له باقية
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 10 - 2012, 08:50 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل لتفسير سفر اشعياء النبى كتابيا

علام تضربون بعد ؟!

تزدادون زيغانا ، كل الرأس مريض وكل القلب سقيم ؛ من أسفل القدم إلى الرأس ، ليس فيه صحة بل جرح وإحباط ، وضربة طرية لم تعصر ولم تلين بالزيت " إش 1 : 5 ، 6 .


يعلن الله أن هذا الشعب قد رفض النبوة لله لذا لم يعد مستحقا أن يكون موضع اهتمام الله وتأديبه . فقد سبق فأدبهم كأبناء له لكنهم ازدادوا زيغانا ، لذا يود أن يوقف التأديبات الأبوية تاركا إياهم لنوال ثمر فسادهم الطبيعى .




" بلادكم خربة ، مدنكم محرقة بالنار ، أرضكم تأكلها غرباء قدامكم وهى خربة كانقلاب الغرباء ، فبقيت إبنة صهيون كمظلة فى كرم ، كخيمة فى مقثأة ، كمدينة محاصرة " إش 1 : 7 ، 8 .



يتحدث النبى هنا عما سيحل بيهوذا بعد غزو سنحاريب الأشورى حاسبا ما سيحل بهم فى المستقبل كأنه حاضر ، لأنه أمر حادث لا محالة .

هذا الخراب الذى حل هو علامة على ما أرتكبه يهوذا من آثام ، وحتمية طبيعية لتركهم الله مقدسهم وارتدادهم عنه ، وعدم طاعتهم لصوته .

هكذا كل نفس لا تلتصق بالله مقدسها يحل الخراب بكل مدنها : الجسد والنفس والفكر والقلب مع كل الأحاسيس والمشاعر الخ ....

وسط هذا الخراب المطبق يجد الله بقية قليلة أمينة تشهد له ، بسببها لم يحطم شعبه الذى فسد ، إذ قيل :

" لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة " إش 1 : 9 .

لا يهتم الله بكثرة العدد وإنما بالبقية القليلة التى تتقدس له وسط الفساد الذى يحل بالكثيرين .

__________________


( 5 ) استدعاء القضاة :


" اسمعوا كلام الرب ياقضاة سدوم ، اصغوا إلى شريعة إلهنا يا شعب عمورة " إش 1 : 10 . فى شجاعة بلا خوف ولا مداهنة يدعو إشعياء قضاة الشعب " قضاة سدوم " ويلقب الشعب نفسه " شعب عمورة " ، وذلك من أجل الظلم والفساد الذى أتسم به كل الرؤساء والمرؤوسين .

لا نجد فى كل السفر موقفا واحدا يشعر فيه النبى بالخوف أو الضعف سوى عند رؤيته للسيد المسيح فى مجده ( إش 6 ) ، إذ يخشى إشعياء الله لا الناس .

يرى أن العلاج الوحيد للقضاة كما للشعب هو كلمة الرب وشريعته .




( 6 ) الإتهام : العبادة الشكلية :


الإتهام الموجه إليهم هنا خطير للغاية ؛ فإنه لم ينسب إليهم الإلحاد ولا ممارسة العبادة الوثنية إنما ينسب إليهم الرياء ، يمارسون العبادة لله بدقة شديدة مع حرفية قاتلة ، يقدمون الكثير من الذبائح والتقدمات ويحفظون الأعياد أما قلوبهم فبعيدة عن الله ، وحياتهم فاسدة .

كما قيل لملاك كنيسة اللاودكيين :

" لأنك تقول أنى أنا غنى وقد استغنيت ولا حاجة لى إلى شىء ولست تعلم أنك أنت الشقى والبائس وفقير وأعمى وعريان " رؤ 3 : 17 .

هذا الإتهام اثار آباء الكنيسة للكشف عن غاية العبادة فى حياة الكنيسة سواء فى العهد الجديد أو القديم والإلتزام بعد الإنحراف عن هذه الغاية الإلهية .



يقول : " من طلب هذا من أيديكم أن تدوسوا دورى ؟! إش 1 : 12 . فقد أكثروا الدخول فى الهيكل ليقدموا ذبائح بلا حصر ، فرآهم الله – فى عدم توبتهم – أشبه بالحيوانات التى تدوس بيته وتدنسه ! تحول تقديم الذبائح عن المصالحة مع الله إلى صب غضب الله .

جاءوا بتقدمات كالبخور الذى يرمز إلى الصلاة ، لكنهم إذ أعطوا الرب القفا لا الوجه ( إر 2 : 27 ) صار بخورهم مكرهة للرب ، لأنه حمل رائحة ريائهم وعدم توبتهم .




( 7 ) دعوة للتوبة :



فضحهم الله أمام أنفسهم مظهرا بشاعة الفساد الذى حل بهم دون أن يحطمهم باليأس أو يجرح نفوسهم إنما بالحب الأبوى السماوى قدم لهم العلاج ليستر عليهم ويردهم إلى طبيعتهم الصالحة التى خلقهم عليها . هذا العلاج هو التوبة النابعة عن الإيمان والممتزجة بالحب ،


أما خطواتها فهى :



( أ ) الأغتسال :

بقوله " اغتسلوا .. تنقوا " إش 1 : 16 لا يقصد التطهيرات الناموسية ، لأنه فى اتهامه لهم يطلب ألا يقفوا عند الشكل الخارجى للعبادة ، إنما عنى اغتسال المعمودية الذى فيه نخلع الإنسان العتيق لنحمل فينا الإنسان الجديد الذى على صورة خالقنا .

هذا ما عناه الرب بقوله للنفس البشرية " حممتك بالماء " حز 16 : 9 ، إذ جاء فى نفس السفر " وأرش عليكم ماء طاهرا فتطهرون من كل نجاساتكم ...... " حز 36 : 25 ، 26 .

( ب ) " اعزلوا شر أفعالكم من أمام عينى الرب .. كفوا عن فعل الشر " إش 1 : 16 . إذ ينال الإنسان النقاوة التى بها يعاين الله يقدر أن يميز أعمال الشر عن العمل الإلهى ، فيرفض كل ما هو شر ، حتى لا يعرج بين الطريقين : الله والخطية .

( ج ) " تعلموا فعل الخير " إش 1 : 17 .. لا يكفى الجانب السلبى ، أى نزع كل ما هو شر والكف عنه دائما وإنما هنا يوجد التزام بالعمل الإيجابى ، نحمل سمة المسيح الذى هو " الحق " فينا . لهذا يوصينا " اطلبوا الحق ، انصفوا المظلوم ، اقضوا لليتيم ، حاموا عن الأرملة " . هذه هى التوبة الإيجابية التى خلالها نرجع إلى الله لا لنكف عن الشر واظلم فحسب وإنما لنمد أيدينا بالحب العملى والرحمة ، خاصة تجاه العاجزين والأرامل .

( د ) الحب العملى تجاه المتألمين ، تجعل الله يفتح مراحمه أمامنا نحن الخطاة ، قائلا :

" هلم نتحاجج يقول الرب : إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ، وإن كانت كالدودى تصير كالصوف " إش 1 : 18 .

هذه دعوة صريحة تعلن عن شوق الله نحو خلاص كل إنسان يقبل الشركة مع القدوس خلال الصليب .

الله يطلب من الإنسان أن يدخل معه فى حوار .. ليته لا ييأس أحد من نفسه حتى وإن بلغ أقصى الشر ، حتى وإن عبر إلى التعود على صنع الشر ، حتى وإن حمل طبيعة الشر نفسها لا يخف .. عظيمة هى قوة التوبة .
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 10 - 2012, 08:51 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل لتفسير سفر اشعياء النبى كتابيا

( هـ ) تقديس الحرية الإنسانية ، إذ يقول :

" إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض ، وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لأن فم الرب تكلم " إش 1 : 19 ، 20 .

يفتح الله أبواب محبته أمام الجميع لكنه لا يلزم أحدا ، فهو يطلب قلب الإنسان كتقدمة اختيارية ، يقدم له الطريق ويهبه إمكانية العمل وفى نفس الوقت يترك له حرية الإختيار .




( 8 ) عتاب من واقع الماضى :


يقارن هنا بين ما كانت عليه أورشليم قبلا وما صارت عليه خلال انحرافها وفسادها ، بأسلوب مملوء رثاء وحزنا عميقا . غشعياء النبى صريح كل الصراحة ، لكنه مملوء حبا وعاطفة !

أ – كانت أورشليم " القرية الأمينة " إش 1 : 21 ، وقد صارت " زانية " يشبهها بالعروس التى كانت مخلصة لعريسها السماوى ، تحفظ وصاياه وتعلن بهاءه ومجده خلال حياتها ، وقد جرت وراء آخر ( العبادة الوثنية ) فتنجست بزناها الروحى مع محبيها ( حز 16 : 25 ، 32 ، 36 ) – كانت عذراء ( إش 37 ) تتحد مع عريسها واهب القداسة لكنها تركته واتحدت بالرجاسات .

ب – كانت " ملآنة حقا ، كان العدل يبيت فيها ، وأما الآن فالقاتلون " إش 1 : 21 . كانت مسكنا للقدوس الذى هو " الحق " و " العدل " ، يبيت الرب فيها إذ يجد فيها راحته ، لكنها صارت مسكنا للقتلة ، لذا يقول الرب " ليس لإبن الإنسان أين يسند رأسه " مت 8 : 10 ، لو 9 : 58 ، حين تكون مقدسة تقول : " حبيبى لى ، بين ثديى يبيت " نش 1 : 13 . لكنها متى تنجست يصير قلبها " بين ثدييها " مسكنا للشر .

جـ - تسرب الزيف إليها فصارت فضتها زغلا يحمل لمعان الفضة ومنظرها لكنه لا يحمل مادة الفضة ولا قيمتها .. صار خمرها مغشوشا بالماء ( إش 1 : 22 ) يحمل لون الخم لكنه مغشوش ماء ... هذه صورة عن الإهتمام بشكليات العبادة وحرفية تنفيذ الوصايا بالمظاهر الخارجية دون الإهتمام بالأعماق .

مسيحنا يحول الماء خمرا ، أما الشرير فيحول الخمر ماءا



د- " رؤساؤك متمردون ولغفاء اللصوص " إش 1 : 23 ، أى يؤاكلون اللصوص ويحفظون ثيابهم أثناء السرقة .

يحولون الرعاية إلى سلطة وعناء ، قد لا يسرقون لكنهم يتركون عدو الخير بجنوده يسرقون الشعب ويغتبون قلوبهم وهم غير مبالين بسبب حبهم للسلطة . يحبون الرشوة والعطايا المادية أو الأدبية ، ولا يبالون بالأيتام والأرامل ، لأن المجد الزمنى شغلهم عن التفكير فيهم . حولوا أورليم " كنيسة المسيح " إلى بيت للظلم والقسوة والعنف .


__________________


( 9 ) الديان يتقدم كمخلص :



أمام هذه الصورة البشعة لا يقف الله مكتوف الأيدى ، وإنما يقوم " رب الجنود ، عزيز ( قدير ) إسرائيل " إش 1 : 24 كقائد للجنود السماوية اعتزت يده بالقوة من أجل خلاص شعبه مما حل بهم .


يلاحظ هنا :



أ – دعى الله بثلاثة ألقاب [ السيد " يهوه " ، رب الجنود ، عزيز ( قدير ) إسرائيل ] .

يرى بعض الدارسين أنها إشارة خفية عن الثالوث القدوس .

وحملت أورشليم 3 ألقاب : مدينة العدل ، القرية الأمينة ، صهيون تفدى بالعدل ( إش 1 : 28 ) .

ودعى الأشرار بألقاب ثلاثة أيضا : المذنبون ، الخطاة ، تاركو الرب ( إش 1 : 28 ) .

ب – يحسب الله من يتلف شعبه حملا ثقيلا ( إش 23 : 24 ) ، فلا يكف عن مقاومة الشر حتى يستريح ويستريح معه شعبه :

" أستريح من خصمائى ، وانتقم من أعدائى " إش 1 : 24 .



تبقى أحشاء الرب تحن على شعبه حتى يحطم الشر !



جـ - " ينقى أورشليم من الزغل كما بالبورق ( ربما يقصد بوتاسا المعادن ) ، إذ يعيد خلقة الطبيعة البشرية ليرد للكنيسة جمالها الأصيل كما بنار الروح القدس المطهر .

إنه ينقينا ايضا بالتأديب ولو ظهر قاسيا كالنار .



د – " وأعيد قضائك كما فى الأول " إش 1 : 26 . إذ يعيد الإنسان إلى كرامته وتعقله كما كان فى بدء خلقته فيكون كقاض حكيم .



هـ - يرد لأورشليم أو للنفس البشرية لقبها : " مدينة العدل القرية الأمينة " إش 1 : 26 .

إذ تصير الكنيسة – الكنيسة الجديدة – مدينة الله – عامود الحق وقاعدته ، العروس الأمينة لعيسها .

يشبه العالم هنا بالبطمة ، لأن اليهود اعتادوا أن يقيموا عبادة البعل والعشتاروت تحت شجرة البطمة .

يشبه تاركو الرب بالبطمة التى ذبل ورقها ، وبالجنة التى بلا ماء ماء ( إش 1 : 29 ) ، لماذا ؟ خلق الله الإنسان كجنة يجد الرب فيها ثمرته حلوة فى الداخل .

كل ما يحمله الإنسان من طاقات وأمكانيات وعواطف وغرائز هى عطايا إلهية أشبه بأشجار مغروسة فى جنة يرويها ماء الروح القدس فتثمر بركات لا حصر لها . أما إن حمت منه الروح فتجف وتحق بالنار ، وتتحول كما إلى مشاقة ( نسالة كتان ) ( إش 1 : 31 ) ، أى ما تبقى من كتان بعد مشطه ليستخدم وقيدا للنار .

+ + +
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 10 - 2012, 08:51 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل لتفسير سفر اشعياء النبى كتابيا



إشعياء – الإصحاح الثانى



جبــل بيت الرب


فى الأصحاحات 2 – 4 ركز إشعياء أنظاره على أورشليم – جبل بيت الرب – مع أنه لم يفارقها لكن حنينه إليها وشوقه إلى تقديسها لا يقل عن ذات حنين أنبياء السبى الذين عاشوا بالجسد فى بابل أما قلوبهم فتعلقت بمدينة الله التى أصابها الخراب .



( 1 ) مقدمة :


" الأمور التى رآها إشعياء بن آموص من جهة يهوذا وأورشليم " إش 2 : 1 . كان قلب إشعياء مشغولا بشعب الله ( يهوذا ) وبالمدينة المقدسة ( أورشليم ) ، فقد امتلأ حزنا على ما بلغ إليه الحال ، رأى شعبا ضربه الفساد ، ومدينة تهدم هيكلها الروحى فأنت أحشاءه عليهم .

أمام هذا الحب الخالص وهبه الله بصيرة وقدم له رؤى ونبوات لتعزيته وتعزية كل نفس جريحة من أجل البشرية ، قدم له الله كلمته المحيية .



( 2 ) جبل بيت الرب


ماذا قدم الله لإشعياء الجريح النفس ؟ حمله بالروح إلى ملء الزمان ليرى يهوذا الجديد – السيد المسيــــح – وأورشليم الجديدة حيث يبنى هيكل الرب ويقام ملكوت الله فى القلب . لذا قال : " يكون فى آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتا فى رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجرى إليه كل الأمم " إش 2 : 2 .



سحب الرب قلب إشعياء النبى إلى ملء الزمان ليرى السيد المسيح الذى يقيم كنيسته عليه شخصيا بكونه صخر الدهور ، الجبل الذى رآه دانيال النبى المقطوع بغير أيدى الذى يملأ الأرض ( دا 2 : 34 – 45 ) ، الصخرة الحقيقية التى تفيض مياة الروح على شعبه ( 1 كو 10 : 4 ) والتى لا تستطيع الحية أن تزحف عليه لتقترب إلى شعبه .



يكمل النبى : " وتجرى إليه كل الأمم وتسير شعوب كثيرة ويقولون : هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك فى سبله ، لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب " إش 2 : 2 ، 3

معروف أن الشريعة صدرت من جبل سيناء للشعب اليهودى ، لذا فهو يتحدث عن شريعة جديدة تصدر من أورشليم موجهة إلى المسكونة كلها .

+ هذه الشريعة ليست ملكا لأمة واحدة بل لكل الأمم ، فإن شريعة الرب وكلمته لا تبقيان فى صهيون وأورشليم بل تنتشران فى كل المسكونة . لذلك يقول رب المجد يسوع لتلاميذه :

" هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير ... " لو 24 : 44 – 47 .

+ هناك ( فى أورشليم ) أخبر التلاميذ : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس " مت 28 : 19 .

نلاحظ فى هذه الكنيسة المؤسسة على جبل الجلجثة والمنطلقة من أورشليم تحمل قوة الروح القدس أنها :

* كنيسة ثابتة ، تقوم على جبل الرب الثابت ( إش 2 : 2 ) .

* كنيسة عالية فى رأس الجبال ( إش 2 : 2 ) ..

* كنيسة جذابة للأمم والشعوب ( إش 2 : 2 ، 3 ) .. أبوابها مفتوحة للجميع .

* عملها مستمر أن تصعد بالبشر ( إش 2 : 3 ) .. بالحب تنزل إليهم دون أن تفقد قدسيتها أو طبيعتها السماوية ..

* رسالتها اعلان طريق الرب ( إش 2 : 3 ) ، تحمل كلمته إلى كل نفس وتقدم وصيته ليعيشها كل مؤمن ..

* تعلن أحكام المسيح العادلة ، حيث يخضع المؤمنون من كل الأمم لملكوته وسيادته ، كسيادة روحية فريدة فى نوعها .

+ تهب سلاما بين النفوس المقدسة له : " فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناحل ، لا ترفع أمة على أمة سيفا ، ولا يتعلمون الحرب فى ما بعد " إش 2 : 4 .

المسيحى يمتلىء قلبه سلاما حتى تجاه مقاوميه ، فتتحول طاقاته الداخلية من الصراع إلى العمل البناء ، من أدوات حرب إلى أدوات انتاج للرخاء .

كلمة الله تحول الأرض سماء ، فيحل السلام السمائى فى حياة البشر ، وتقام مملكة السلام أو ملكوت الله المفرح فى داخلهم التى لا تستطيع عداوة الناس ولا قسوة الأحداث أن تهزها .

" يا بيت يعقوب هلم نسلك فى نور الرب " إش 2 : 5 .

السيد المسيح الحال فى كنيسته هو بهاء مجد الآب ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته ( عب 1 : 3 ) . هو شمس البر والشفاء فى أجنحتها ( ملا 4 : 2 ) .


__________________



( 3 ) علة رفض الله شعبه


يقارن النبى بين تصرفات شعبه المعاصرين له وتصرفات الأمم فى المستقبل حيث يقبلون الإيمان بالله المخلص ويدخلون ملكوت السلام وينعمون ببركات فائقة بسكناهم فى جبل بيت الرب .

رفض بيت يعقوب الله عمليا بالرغم من اهتمامه الشديد بحرفية العبادة لذا رفضه الله ، وكان ذلك رمزا لرفض اليهود لشخص السيد المسيح تحت ستار دفاعهم عن الحق وغيرتهم على شريعة موسى .


قدم الله أربعة أسباب لرفض الشعب ، وهى :


( أ ) التشبه بالغرباء " امتلأوا من المشرق " ، يقول أيضا " وهم عائفون كالفلسطينيون " إش 2 : 6 .

( ب ) حبهم لغنى العالم ، " امتلأت أرضهم فضة وذهبا ولا نهاية لكنوزهم " . امتلأت قلوبهم بمحبة المال ، فحسبوه قادرا على إشباعهم ، واحتل موضع الله فى فكرهم وأحاسيسهم .

( ج ) اتكالهم على إمكانياتهم العسكرية ، " امتلأت أرضهم خيلا ولا نهاية لمركباتهم " إش 2 : 7 .

( د ) قبولهم العبادة الوثنية ( إش 2 : 8 ) .

هذه هى الأسباب التى من أجلها رفض الله شعبه ، أما ثمرة ذلك فهو الإنحدار المستمر عوض النمو والصعود ( إش 2 : 9 ) . انهيار فى كل جوانب الحياة عوض التقديس بالتمام بالرب الصاعد إلى السموات .




( 4 ) بطلان الذراع البشرى :


إن كان الله قد رفض شعبه فلأن شعبه مصر على رفض الله بكل وسيلة ، لكن الله يبقى فى حبه مترفقا بهم وبكل البشرية معلنا خلاصه للإنسان .

إذ تعاظم الإنسان جدا فى عينى نفسه وتضخمت الأنا ، يعلن الرب بهاءه فيتصاغر الإنسان ويطلب الخلاص . يدخل كما فى صخرة ويختبىء فى التراب أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته ( إش 2 : 10 ) .

ليس شىء يحطم كبرياء الإنسان مثل ملاقاته مع الله . يتحطم الكبرياء ولا تتحطم نفسه بل تشفى وتمتلىء رجاء فى الرب .

ما هى الصخرة التى نختفى فيها أمام العظمة الإلهية إلا السيد المسيح ، إذ فيه نجد لأنفسنا ملجأ أمام العدل الإلهى . لذلك عندما اشتهى موسى النبى أن يرى المجد الإلهى قيل له :

" لا تقدر أن ترى وجهى ، لأن الإنسان لا يرانى ويعيش .. هوذا عندى مكان فتقف على الصخرة ( المسيح صخرتنا ) ويكون متى أجتاز مجدى إنى أضعك فى نقرة من الصخرة ( الأتحاد مع المسيح ) واسترك بيدى حتى أجتاز " خر 33 : 20 – 21 .




يشبه النبى تشامخ الإنسان بالآتى :


( أ ) " أرز لبنان العالى المرتفع وكل بلوط باشان " إش 2 : 13 تشير إلى الأتكال على غنى موارد الطبيعة ، كما تشير إلى الملوك والقادة المتعجرفين مثل ربشاقى .

( ب ) " الجبال والتلال الشامخة " إش 2 : 14 ، تشير إلى الصلابة والجمود ..

( ج ) " الأبراج العالية والأسوار المنيعة " إش 2 : 15 ، تشير إلى الأتكال على أعمال البر الذاتى ...

( د ) " سفن ترشيش والزينات والأعلام المبهجة " إش 2 : 16 ، تشير إلى الإنهماك بالتجارة والمال مع الترف والغنى على حساب الإهتمام بالنفس .

ارتبط الكبرياء بالعبادة الوثنية لهذا يؤكد النبى أنه عندما يكتشف الإنسان عجز الأوثان يلقى بها أمام الجرذان والخفافيش ( إش 2 : 20 ) مستخفا بها ، عوض أن يأخذها معه فى أسفاره لمساندته .

أخيرا يدرك الإنسان خطأ الإتكال على الذراع البشرى ، فيقول النبى " كفوا عن الإنسان الذى فى أنفه نسمة ، لأنه ماذا يحسب ؟! " إش 2 : 22 .

ليصمت كل إنسان مهما بلغت عظمته أو قدرته أو غناه ، فإنه تخرج نسمة حياته فلا يكون بعد فى العالم . تخرج روحه فيعود إلى التراب ( مز 104 : 29 ) .


  رد مع اقتباس
قديم 08 - 10 - 2012, 08:52 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل لتفسير سفر اشعياء النبى كتابيا


إشعياء – الإصحاح الثانى




جبــل بيت الرب


فى الأصحاحات 2 – 4 ركز إشعياء أنظاره على أورشليم – جبل بيت الرب – مع أنه لم يفارقها لكن حنينه إليها وشوقه إلى تقديسها لا يقل عن ذات حنين أنبياء السبى الذين عاشوا بالجسد فى بابل أما قلوبهم فتعلقت بمدينة الله التى أصابها الخراب .




( 1 ) مقدمة :


" الأمور التى رآها إشعياء بن آموص من جهة يهوذا وأورشليم " إش 2 : 1 . كان قلب إشعياء مشغولا بشعب الله ( يهوذا ) وبالمدينة المقدسة ( أورشليم ) ، فقد امتلأ حزنا على ما بلغ إليه الحال ، رأى شعبا ضربه الفساد ، ومدينة تهدم هيكلها الروحى فأنت أحشاءه عليهم .

أمام هذا الحب الخالص وهبه الله بصيرة وقدم له رؤى ونبوات لتعزيته وتعزية كل نفس جريحة من أجل البشرية ، قدم له الله كلمته المحيية .




( 2 ) جبل بيت الرب


ماذا قدم الله لإشعياء الجريح النفس ؟ حمله بالروح إلى ملء الزمان ليرى يهوذا الجديد – السيد المسيــــح – وأورشليم الجديدة حيث يبنى هيكل الرب ويقام ملكوت الله فى القلب . لذا قال : " يكون فى آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتا فى رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجرى إليه كل الأمم " إش 2 : 2 .



سحب الرب قلب إشعياء النبى إلى ملء الزمان ليرى السيد المسيح الذى يقيم كنيسته عليه شخصيا بكونه صخر الدهور ، الجبل الذى رآه دانيال النبى المقطوع بغير أيدى الذى يملأ الأرض ( دا 2 : 34 – 45 ) ، الصخرة الحقيقية التى تفيض مياة الروح على شعبه ( 1 كو 10 : 4 ) والتى لا تستطيع الحية أن تزحف عليه لتقترب إلى شعبه .



يكمل النبى : " وتجرى إليه كل الأمم وتسير شعوب كثيرة ويقولون : هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك فى سبله ، لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب " إش 2 : 2 ، 3

معروف أن الشريعة صدرت من جبل سيناء للشعب اليهودى ، لذا فهو يتحدث عن شريعة جديدة تصدر من أورشليم موجهة إلى المسكونة كلها .

+ هذه الشريعة ليست ملكا لأمة واحدة بل لكل الأمم ، فإن شريعة الرب وكلمته لا تبقيان فى صهيون وأورشليم بل تنتشران فى كل المسكونة . لذلك يقول رب المجد يسوع لتلاميذه :

" هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير ... " لو 24 : 44 – 47 .

+ هناك ( فى أورشليم ) أخبر التلاميذ : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس " مت 28 : 19 .

نلاحظ فى هذه الكنيسة المؤسسة على جبل الجلجثة والمنطلقة من أورشليم تحمل قوة الروح القدس أنها :

* كنيسة ثابتة ، تقوم على جبل الرب الثابت ( إش 2 : 2 ) .

* كنيسة عالية فى رأس الجبال ( إش 2 : 2 ) ..

* كنيسة جذابة للأمم والشعوب ( إش 2 : 2 ، 3 ) .. أبوابها مفتوحة للجميع .

* عملها مستمر أن تصعد بالبشر ( إش 2 : 3 ) .. بالحب تنزل إليهم دون أن تفقد قدسيتها أو طبيعتها السماوية ..

* رسالتها اعلان طريق الرب ( إش 2 : 3 ) ، تحمل كلمته إلى كل نفس وتقدم وصيته ليعيشها كل مؤمن ..

* تعلن أحكام المسيح العادلة ، حيث يخضع المؤمنون من كل الأمم لملكوته وسيادته ، كسيادة روحية فريدة فى نوعها .

+ تهب سلاما بين النفوس المقدسة له : " فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناحل ، لا ترفع أمة على أمة سيفا ، ولا يتعلمون الحرب فى ما بعد " إش 2 : 4 .

المسيحى يمتلىء قلبه سلاما حتى تجاه مقاوميه ، فتتحول طاقاته الداخلية من الصراع إلى العمل البناء ، من أدوات حرب إلى أدوات انتاج للرخاء .

كلمة الله تحول الأرض سماء ، فيحل السلام السمائى فى حياة البشر ، وتقام مملكة السلام أو ملكوت الله المفرح فى داخلهم التى لا تستطيع عداوة الناس ولا قسوة الأحداث أن تهزها .

" يا بيت يعقوب هلم نسلك فى نور الرب " إش 2 : 5 .

السيد المسيح الحال فى كنيسته هو بهاء مجد الآب ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته ( عب 1 : 3 ) . هو شمس البر والشفاء فى أجنحتها ( ملا 4 : 2 ) .


( 3 ) علة رفض الله شعبه


يقارن النبى بين تصرفات شعبه المعاصرين له وتصرفات الأمم فى المستقبل حيث يقبلون الإيمان بالله المخلص ويدخلون ملكوت السلام وينعمون ببركات فائقة بسكناهم فى جبل بيت الرب .

رفض بيت يعقوب الله عمليا بالرغم من اهتمامه الشديد بحرفية العبادة لذا رفضه الله ، وكان ذلك رمزا لرفض اليهود لشخص السيد المسيح تحت ستار دفاعهم عن الحق وغيرتهم على شريعة موسى .


قدم الله أربعة أسباب لرفض الشعب ، وهى :


( أ ) التشبه بالغرباء " امتلأوا من المشرق " ، يقول أيضا " وهم عائفون كالفلسطينيون " إش 2 : 6 .

( ب ) حبهم لغنى العالم ، " امتلأت أرضهم فضة وذهبا ولا نهاية لكنوزهم " . امتلأت قلوبهم بمحبة المال ، فحسبوه قادرا على إشباعهم ، واحتل موضع الله فى فكرهم وأحاسيسهم .

( ج ) اتكالهم على إمكانياتهم العسكرية ، " امتلأت أرضهم خيلا ولا نهاية لمركباتهم " إش 2 : 7 .

( د ) قبولهم العبادة الوثنية ( إش 2 : 8 ) .

هذه هى الأسباب التى من أجلها رفض الله شعبه ، أما ثمرة ذلك فهو الإنحدار المستمر عوض النمو والصعود ( إش 2 : 9 ) . انهيار فى كل جوانب الحياة عوض التقديس بالتمام بالرب الصاعد إلى السموات .




( 4 ) بطلان الذراع البشرى :


إن كان الله قد رفض شعبه فلأن شعبه مصر على رفض الله بكل وسيلة ، لكن الله يبقى فى حبه مترفقا بهم وبكل البشرية معلنا خلاصه للإنسان .

إذ تعاظم الإنسان جدا فى عينى نفسه وتضخمت الأنا ، يعلن الرب بهاءه فيتصاغر الإنسان ويطلب الخلاص . يدخل كما فى صخرة ويختبىء فى التراب أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته ( إش 2 : 10 ) .

ليس شىء يحطم كبرياء الإنسان مثل ملاقاته مع الله . يتحطم الكبرياء ولا تتحطم نفسه بل تشفى وتمتلىء رجاء فى الرب .

ما هى الصخرة التى نختفى فيها أمام العظمة الإلهية إلا السيد المسيح ، إذ فيه نجد لأنفسنا ملجأ أمام العدل الإلهى . لذلك عندما اشتهى موسى النبى أن يرى المجد الإلهى قيل له :

" لا تقدر أن ترى وجهى ، لأن الإنسان لا يرانى ويعيش .. هوذا عندى مكان فتقف على الصخرة ( المسيح صخرتنا ) ويكون متى أجتاز مجدى إنى أضعك فى نقرة من الصخرة ( الأتحاد مع المسيح ) واسترك بيدى حتى أجتاز " خر 33 : 20 – 21 .




يشبه النبى تشامخ الإنسان بالآتى :


( أ ) " أرز لبنان العالى المرتفع وكل بلوط باشان " إش 2 : 13 تشير إلى الأتكال على غنى موارد الطبيعة ، كما تشير إلى الملوك والقادة المتعجرفين مثل ربشاقى .

( ب ) " الجبال والتلال الشامخة " إش 2 : 14 ، تشير إلى الصلابة والجمود ..

( ج ) " الأبراج العالية والأسوار المنيعة " إش 2 : 15 ، تشير إلى الأتكال على أعمال البر الذاتى ...

( د ) " سفن ترشيش والزينات والأعلام المبهجة " إش 2 : 16 ، تشير إلى الإنهماك بالتجارة والمال مع الترف والغنى على حساب الإهتمام بالنفس .

ارتبط الكبرياء بالعبادة الوثنية لهذا يؤكد النبى أنه عندما يكتشف الإنسان عجز الأوثان يلقى بها أمام الجرذان والخفافيش ( إش 2 : 20 ) مستخفا بها ، عوض أن يأخذها معه فى أسفاره لمساندته .

أخيرا يدرك الإنسان خطأ الإتكال على الذراع البشرى ، فيقول النبى " كفوا عن الإنسان الذى فى أنفه نسمة ، لأنه ماذا يحسب ؟! " إش 2 : 22 .

ليصمت كل إنسان مهما بلغت عظمته أو قدرته أو غناه ، فإنه تخرج نسمة حياته فلا يكون بعد فى العالم . تخرج روحه فيعود إلى التراب ( مز 104 : 29 ) .
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 10 - 2012, 08:52 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل لتفسير سفر اشعياء النبى كتابيا

إشعياء – الإصحاح الثالث




مجاعة مهلكة



خلق الله العالم بكل إمكانياته المدركة وغير المدركة من أجل سلام الإنسان وسعادته ، حتى يفرح كل بشر بالله محبوبه . متكئا عليه ، مشتاقا أن ينعم بشركة حب أعمق . أما وقد انشغل الإنسان بالعطية لا العاطى استند على " كل سند خبز وكل سند ماء " إش 3 : 1 . صار الإنسان يفتخر بغناه وقدراته وكثرة خبراته وجماله عوض افتخاره بالرب واتكاله عليه . لهذا ينتزع الله العطايا ويحرم الإنسان من البركات الزمنية ، لا للأنتقام منه ولا لإذلاله أو حرمانه وإنما لكى يرجع بقلبه إلى الله مصدر حياته وشبعه وسلامه وفرحه ومجده فينال فى هذا العالم أضعافا وفى العالم الآتى حياة أبدية ؛ ينال الله نفسه نصيبا له وميراثا !

هنا يهدد النبى بحدوث مجاعة وحرمان وتحطيم للإثنى عشر عمودا التى تتكىء عليها الجماعة [ للخبز والماء ، الجبابرة ( القادرين ) ورجال الحرب ، القضاة ، الأنبياء ، العرافين ،الشيوخ ، رؤساء الخمسين ، المعتبرين ، المشيرين ، الماهرين بين الصناع ، الحاذقين بالرقى ] .

لقد انتزع الرب الموارد الطبيعية خلال المجاعة والطاقات البشرية خلال السبى حتى يرجعوا إليه .




( 1 ) انتزاع سند الخبز وسند الماء


" فإنه هوذا السيد رب الجنود ينزع من أورشليم ومن يهوذا السند والركن وكل سند خبز وكل سند ماء " إش 3 : 1 .

حين يسمح الله لأورشليم ولبنى يهوذا ، شعبه العروس ، أن تصير فى عور إلى الخبز والماء إنما يحطم السند والركن لعلها تعود فتفكر فى الإتكاء على حبيبها ( نش 8 : 5 ) لتجد فيه شبعها وارتواءها .

+ ما هو أخطر ، حدوث جوع لكلمة الله كما جاء فى عاموس النبى : " هوذا أيام تأتى يقول السيد الرب أرسل جوعا فى الأرض لا جوعا للخبز ولا عطشا للماء بل لإستماع كلمات الرب " ( عا 8 : 11 ) .




( 2 ) انتزاع القيادات الناضجة :


انتزع الله منهم القيادات الناضجة الحكيمة ليتركهم يقيموا لأنفسهم قيادات ضعيفة وعاجزة ، فيدركوا حاجتهم إلى العون الإلهى حتى فى التمتع بقيادات حية وقوية .

" ( ينزع ) الجبار ( القدير ) ورجل الحرب ؛ القاضى والنبى والعراف ( المتدبر ) والشيخ ، رئيس الخمسين والمعتبر والمشير والماهر بين الصناع والحاذق بالرقية ( الحاذق فى الخطابة ) " إش 3 : 2 ، 3 .

ربما قصد تجريدهم مما وهبهم من قدرات وإمكانيات ، فيضعف الجبابرة وينهار رجال الحرب أمام العدو ويفقد القضاة الحكمة ......الخ .


والآن ماذا يحدث ؟



أ – " وأجعل صبيانا رؤساء لهم وأطفالا تتسلط عليهم " إش 3 : 4

حين ملك رحبعام بن سليمان قبل مشورة الأحداث المتسرعة العنيفة والمتطرفة ورفض مشورة الشيوخ الحكيمة المتزنة والمملوءة حبا وترفقا ( 1 مل 12 ) ، فانقسم الشعب وحلت الحروب الداخلية بين الأسباط ، وسادت العداوة بدل الحب والوحدة .

الله محب للشباب ، يسندهم ويطلب نموهم المستمر ، لكن ما عناه هنا بالصبيان والأطفال هو عدم النضوج الروحى والفكرى .

لقد كان يوحنا المعمدان جنينا ناضجا روحيا . شهد للسيد المسيح وهو بعد فى أحشاء البتول مريم ، بينما كان كثير من الكتبة والفريسيين والصدوقيين والكهنة ناضجين من جهة السن دون الروح .



ب – " ويظلم الشعب بعضهم بعضا والرجل صاحبه ، يتمرد الصبى على الشيخ والدنىء على الشريف " إش 3 : 5 .

علامة فقدان القيادات السليمة الناضجة اختلال الموازين فيسود قانون الظلم ويحل روح الفوضى فى حياة الجماعة كما فى داخل الإنسان . إذ لا توجد قيادة صادقة ومخلصة يطلب كل إنسان ما لذاته على حساب الغير ، ويحسب كل واحد أنه أحكم وأفضل من غيره .

أقول حينما يفقد الإنسان قيادة الروح القدس يحل فى داخله قانون الأنانية والظلم والتمرد ، فيدخل فى صراعات بلا حصر بين النفس والجسد وبين العقل والعاطفة والحواس .

ج – الدخول فى حالة يأس شديد ، حتى أن كل إنسان لا يريد أن يتحمل المسئولية ، فيمسك كل إنسان بأخيه ويقول له : " لك ثوب " علامة قبوله رئيسا ، .. يقول كل واحد : " لا تجعلونى رئيس شعب " إش 3 : 7 ، معللا ذلك بقوله :

" لا أكون عاصبا ( اضمد الجراحات ) وفى بيتى لا خبز ولا ثوب " إش 3 : 7 .

يقول المرتل : " لا تتكلوا على الرؤساء ولا على بنى آدم حيث لا خلاص عنده " مز 146 : 3 .

د – فقدان الحياة ومخافة الله : " يخبرون بخطيتهم كسدوم ، ولا يخفونها " إش 3 : 9 .

بلغت الخطورة أن أورشليم انحدرت فى عثرات متكررة لا عن ضعف أو جهل وإنما عن عمد لإغاظة الرب ( إش 3 : 9 ) .

ترتكب الشرور بالقول والفعل بلا خجل أو حياء . هذه هى صورة العالم فى العصر الحديث إذ يشعر كثير من الشباب أن ما يمارسه من انحرافات فى كل صورها هو حق طبيعى للإنسان .

يقول : " نظر وجوههم يشد عليهم " إش 3 : 9 .

يقول الكتاب : " أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس " 1 يو 3 : 10 .

إن كان الأشرار ظاهرين وقد صاروا أغلبية لكنه توجد قلة مقدسة للرب ، لن يتجاهلها الله ، لذا يقول النبى : " قولوا للصديق خير ، لأنهم يأكلون ثمر أفعالهم " إش 3 : 10 . فى وسط الضيق الشديد يحفظ الرب صديقيه ، ويحول كل الأمور حولهم إلى خيرهم !

لقد ظنوا أنهم يصنعون بالبار شرا لكنهم كانوا يصنعون ذلك لأنفسهم فيجنون ثمر عملهم لا كعقوبة إلهية للإنتقام وإنما كثمر طبيعى لتصرفاتهم وحياتهم : " ويل للشرير شر . لأن مجازاة يديه تعمل به " إش 3 : 11 .

" ما يزرعه الإنسان إياه يحصد " 2 كو 9 : 6 .



هـ - حب السلطة لا رعاية الحب :



الرؤساء الحقيقيون أشبه بآباء يحتضنون الكل أبناء لهم ، يقدمون حياتهم مبذولة من أجل الشعب ، لكن متى انتزعت نعمة الله يتحول الرؤساء – حتى الدينيون – إلى متسلطين ، لا هم لهم سوى الدفاع عن مراكزهم وسلطانهم بتبريرات متنوعة تحت ستار الدفاع عن الحق وهيبة المراكز القيادية والقدرة على بتر الشر . هؤلاء يتحولون من آباء باذلين إلى أطفال صغار تسيطر عليهم " الأنا " ، أو إلى ما هو أشبه بنساء ( رمز للضعف الجسمانى ) يطلبون السيطرة ، إذ يقول : " شعبى ظالموه أولاد ، ونساء يتسلطن عليه . يا شعبى مرشدوك مضلون ويبلعون طريق مسالكك " إش 3 : 12 .

يرى بعض الدارسين أن هذا تحقق حرفيا إذ تسلم بعض الصبيان الملك فى يهوذا وقامت بعض النساء بأدوار خطيرة فى تدبير الأمور .

وسط هذا الفساد خاصة من جانب القيادات يتدخل الله من أجل البسطاء فى شعبه ، فينتصب لمحاكمتهم بكونهم الكرامين الذين آكلوا الكرم عوض الأهتمام به ، موبخا إياهم : " يسحقون الشعب ويطحنون وجوه البائسين " ( إش 3 : 15 ) .




( 3 ) انتزاع إمكانيات الترف مع التشامخ :


بعد الحديث عن محاكمة القيادات الفاسدة بدأ الحديث عن بنات صهيون المتشامخات ، لعلهن كن وراء فساد هذه القيادات . فقد نسيت بنات صهيون انتسابهن لصهيون وللرب وسلكن كالوثنيات فى عجرفة مع ترف ولهو .


يقدم لنا النبى بعض ملامح الخلاعة التى اتسمت بها بنات صهيون :



أ – التشامخ : " وقال الرب من أجل أن بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الأعناق .. " إش 3 : 16 . لقد نسين آباءهن وأمهاتهن الذين انحنت أعناقهم تحت نير العبودية فى مصر ،

" قبل الكسر الكبرياء ، وقبل السقوط تشامخ الروح ، تواضع الروح مع الودعاء خير من قسم الغنيمة مع المتكبرين " أم 16 : 18 ، 19 .

ب – الغمز بالعيون ( إش 3 : 16 ) : انشغلن باصطياد قلوب الرجال وأسرها كثمرة طبيعية لفراغ القلب الداخلى ... يقول الحكيم : " فوجدت أمر من الموت المرأة التى هى شباك وقلبها أشراك ويداها قيود ، الصالح قدام الله ينجو منها " جا 7 : 26 .

جـ - الخلاعة فى المشى : " خاطرات فى مشيهن ، يخشخشن بأرجلهن " إش 3 : 16 . دلالة على فساد القلب .




ماذا يفعل الرب بهؤلاء البنات المتعجرفات السالكات فى لهو وترف ؟



أ – " يصلع الرب هامة بنات صهيون ويعرى الرب عورتهن " إش 3 : 17 .. الصلع علامة القبح الشديد ، وتعرية العورة كناية عن كشف فساد طبيعتها ، أو إشارة إلى عريها ، هذه هى حالة النفس البشرية الساقطة بالكبرياء ، إذ تفقد عطايا الله لها ، وينفضح فساد طبيعتها فتصير بلا جمال ولا قوة ولا كرامة .

ب – انتزاع كل مظاهر الغنى والزينة من خلالخيل وضفائر وأهلة وحلقان وأسوار ...

يسمح الله بهذا التأديب لبنات صهيون لكى تجد فى المخلص سر زينتها ومجدها .

هنا يشير إلى ما يحل ببنات صهيون خلال السبى ، إذ يقول : " فيكون عوض الطيب عفونة " إش 3 : 24 ، هذا ما حدث عندما سبين وصارت رائحتهن كريهة بسبب العرق من جراء العمل فى السبى .

" عوض المنطقة حبل " إش 3 : 24 . بعد أن كانت بنات صهيون يتمنطقن بمناطق ذهبية مزخرفة ومرصعة بحجارة كريمة ربطن بالحبال لسحبهن إلى السبى كمذلولات . صورة مؤلمة تكشف عن ثمر الخطية !

" وعوض الجدائل قرعة ، عوض الديباج زنار المسح ، وعوض الجمال كى " إش 3 : 24 .. هكذا قص شهر الشريفات ، وملابس المسوح عوض الثياب الفاخرة وظهر الكى على جباههن علامة العبودية .. إذ كان العبيد من الجنسين يختمون بختم معين بالكى ليعرف السيد من هم له .

فى اختصار عبر عن تحطيم حياتهن تماما لإتكالهن على المظاهر الخارجية وعلى الذراع البشرى ، لذا يقول : " رجالك يسقطون بالسيف ، وأبطالك فى الحرب ، فتئن وتنوح أبوابها وهى فارغة تجلس على الأرض " إش 3 : 25 ، 26 . مات الرجال وسبيت النساء وصارت المدينة العظيمة كما فى فراغ ! .
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 10 - 2012, 08:52 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل لتفسير سفر اشعياء النبى كتابيا

إشعياء – الإصحاح الرابع




غصن الرب هو العلاج



فى الإصحاحات السابقة قدم لنا الوحى الإلهى صورة مؤلمة لما بلغه الإنسان من فساد وانحلال بسبب الخطية حيث فقد الإنسان جماله وكرامته وأكله وشربه وزينته حتى حياته ذاتها ، وصار العلاج الوحيد هو مجىء السيد المسيح " غصن الرب " يرد للإنسان جمال طبيعته ويشبعه لا بتقديم خيرات معينة بل بتقديم " نفسه " سر حياة وفرح وشبع .




( 1 ) الحاجة إلى مخلص :


" فتمسك سبع نساء برجل واحد فى ذلك اليوم قائلات : نأكل خبزنا ونلبس ثيابنا ، ليدع فقط اسمك علينا ، انزع عارنا " إش 4 : 1 .

هؤلاء النساء السبع هم جميع الأمم من بينهم اليهود ، فقد شعر الكل بفراغ شديد يجتاح الأعماق بسبب فساد الطبيعة البشرية ، تجتمع هذه الأمم كعروس تطلب عريسها ، تريد اسمه لينزع عار فسادها ، حينئذ تأكل خبزها وتلبس ثيابها . مسيحها أهم من كل احتياجاتها ، فيه تجد كل الشبع والستر من العرى والحماية من كل عار .

من الجانب الحرفى فإن دخول اليهود فى حرب سوف يؤدى إلى فقدان الرجال ، مما تضطر معه كل سيدة إلى القبول بوجود زوجات أخريات مع رجلها ، الأمر الذى ترفضه النساء بطبيعتها ، وهذا كله جزاء الفساد الذى حصل بيهوذا .




( 2 ) غصن الرب :


الآن إن كانت البشرية بكل شعوبها ( سبع نساء ) اكتشفت حاجتها إلى المخلص ، فها هو النبى يبشرها بمجيئه قائلا : " فى ذلك اليوم يكون غصن الرب بهاء ومجدا وثمر الأرض وزينة للناجين من إسرائيل " إش 4 : 2 .

يقصد بـ " ذلك اليوم " ملء الزمان ( غل 4 : 4 ) الذى فيه تجسدأبن الله الوحيد الجنس ، الذى دعى " غصن الرب " ، أو " الغصن " إر 23 : 5 ، 33 : 15 ؛ زك 3 : 3 : 8 ؛ 6 : 12 . هو غصن الرب وغصن بر لداود ، إذ هو المولود قبل كل الدهور أزليا من ذات جوهر الآب وبتجسده ولد من نسل داود .

كلمة " غصن " تعادل أيضا " ناصرة " ، لذا يقول الإنجيلى : " لكى يتم ما قيل بالأنبياء أنه يدعى ناصريا " مت 2 : 23 .




( 3 ) البقية المقدسة :



من الذى يتمتع بغصن الرب ؟



" الذى يبقى فى صهيون والذى يترك فى أورشليم " إش 4 : 3 .

هؤلاء هم القلة التى قبلت الإيمان بالسيد المسيح من جماعة اليهود ، بقوا فى صهيون الروحية ، فى الكنيسة أورشليم الجديدة .

من الجانب الحرفى تشير إلى البقية الباقية من السبى ، أما من الجانب الروحى فهى القلة المقدسة ، القطيع الصغير الذى لا يغادر صهيون ولا تفارق روحه أورشليم العليا .

هذه البقية تحدث عنها كثير من الأنبياء ( زك 13 : 9 ) ، وجدت فى كل عصر :

ففى أيام إيليا النبى أعلن الرب أن له سبعة الآف رجل لم يحنو ركبة لبعل بعد ..

وفى أثناء السبى وجد دانيال ومعه الثلاثة فتية ضمن القلة المقدسة ... وأيضا استير وموردخاى . والسيد المسيح نفسه يتحدث عن القطيع الصغير الذى سر الآب أن يعطيه الملكوت ( لو 12 ) .

الآن إذ يعلن عن مجىء " غصن الرب " يرى أورشليم جديدة يسكنها قديسون فى الرب القدوس ، وينعمون بالحياة الأبدية . يقول " يسمى قدوسا كل من كتب للحياة فى أورشليم " إش 4 : 3 .

الكنيسة – أيقونة السماء – هى عربون أورشليم العليا التى لا يدخلها شىء دنس أو نجس ولا كل من يصنع كذبا ، إنما يدخلها من غسل ثيابه وبيضها فى دم الحمل ( رؤ 7 : 14 ) .


من الذى يقدس حياتنا ؟


الرب نفسه إذ يقول النبى :

" إذ غسل الرب قذر بنت صهيون ونقى دم أورشليم من وسطها بروح القضاء وروح الإحراق " إش 4 : 4

إنه غسل أدناسنا فى مياة المعمودية فى استحقاقات دمه ، ولا يزال يغسل كل ضعفاتنا بدمه الذى جرى من جنبه المطعون ممتزجا بماء . إن كانت أيدينا قد تلطخت بالدم خلال خطايانا فإنه يقدم دمه كفارة عنا ليقيمنا كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن بل مقدسة فى كل شىء .




( 4 ) حلول المسيح وسط كنيسته :


تغتسل الكنيسة بروح القضاء وروح الإحراق أى خلال ذبيحة المحرقة الفريدة التى قدمها السيد المسيح وبعمل روح القدوس فى مياة المعمودية . فتطلب حلول عريسها الذبيح فى وسطها ، يستر عليها نهارا كسحابة تظللهم ويقودها ليلا كعمود دخان وعمود نار يضىء لها الطريق . هكذا تعود الكنيسة بذاكرتها إلى خيمة الإجتماع فى وسط البرية حيث كان الله يجتمع فيها مع شعبه ، لكنها خيمة جديدة على مستوى مغاير لخيمة العهد القديم ،


وذلك من جهة :



أ – " على كل مكان " إش 4 : 5 ، لم تعد الحضرة الإلهية أو الحلول الإلهى قاصرا على خيمة أو على هيكل إنما يحل فى كنيسته الممتدة فى كل مكان ، فى المشارق والمغارب ..

ب – " وعلى محفلها " يشير هذا التعبير إلى عمل الله فى الكنيسة كمحفل واحد ، أو جماعة واحدة ، يتمتع كل عضو فيها بعطية الحلول الإلهى لا كفرد منعزل وإنما كعضو حى فى الجماعة يرتبط مع بقية الأعضاء خلال المسيح الرأس .

جـ - " يخلق ... سحابة ودخانا ولمعان نار ملتهبة " ، يكون السيد المسيح هو سر حماية كنيسته واستنارتها .

د – بقولـه : " لأن على كل مجد غطاء " يعنى أن مجد إبنة الملك من داخل ( مز 45 ) ، مخفى فيها . من الخارج تشارك مسيحها آلامه وصلبه وموته وقبره فيقال عنها ما قيل عن عيسها : " لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ، ولا منظر فنشتهيه " إش 53 : 2 ؛ وفى الداخل تشاركه مجد قيامته .




( 5 ) كنيسة المسيح مظلة وملجأ :


يحل الرب فى كنيسته فيقيم منها مظلة تقى النفوس المتألمة الجريحة من حر النهار ، وتضمها من السيول والأمطار ( إش 4 : 6 ) .

يرى القديس يوحنا الذهبى الفم : أن هذه المظلة هى سحابة القديسين العظيمة ( عب 12 : 1 ) قائلا بأن [ تذكار القديسين يقيم النفس التى تثقلت بالويلات ويردها ، فيكون كسحابة تحفظها من أشعة ( الشمس ) الساخنة جدا والمحرقة ] .
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 10 - 2012, 08:53 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل لتفسير سفر اشعياء النبى كتابيا


إشعياء – الإصحاح الخامس





نشــــيد الكــــــرمة



فى الإصحاح السابق تلامس إشعياء النبى مع محبة الله الفائقة نحو شعبه والمعلنة خلال التجسد الإلهى من أجل تقديس البشرية بروح القضاء وروح الإحراق .. بهذا انفتحت بصيرة النبى على حب الله لعروسه أو لكرمه فصار يتغنى بنشيد الكرمة ، أو نشيد الحبيب للكرمة المشتهاه .




( 1 ) رعاية الله لكرمه :


" لأنشدن عن حبيبى نشيد محبى لكرمه . كان لحبيبى كرم على أكمة خصبة ، فنقبه ونقى حجارته وغرسه كرم سورق وبنى برجا فى وسطه ونقر فيه أيضا معصرة ، فانتظر أن يصنع عنبا فصنع عنبا رديا ( بريا ) " إش 5 : 1 ، 2

يعلن هذا النشيد قصة الحب الإلهى ، حيث أحب الله الإنسان ولا يزال يحبه ويرعاه ، ويبقى الله مستمرا فى حبه بينما يقابل الإنسان الحب بالجفاف .

تحققت هذه القصة مع أبوينا الأولين آدم وحواء ، وتحققت أيضا مع شعب الله فى بداية نشأته ، إذ يقول موسى النبى : " إن قسم الرب شعبه ، يعقوب حبل نصيبه ؛ وجده فى أرض قفر وفى خلاء مستوحش خرب ، أحاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه " تث 32 : 9 ، 10 . أخرج الله شعبه من العبودية لا ليهبه الأرض التى تفيض عسلا ولبنا فحسب وإنما ليقيم كنيسة العهد الجديد التى تملأ الأرض كلها ، تنعم بملكوت الله الداخلى ، وكما يقول المرتل : " كرمة من مصر نقلت ، طردت أمما وغرستها ، هيأت قدامها فأصلت أصولها ، فملأت الأرض " مز 80 : 8 ، 9 .

واضح هنا أن " الكرمة " تشير إلى الشعب كله : مملكة إسرائيل ويهوذا ،


فماذا قدم الرب لشعبه المحبوب لديه ؟



أ – أقامهم على " أكمة خصبة " إش 5 : 1 ، إذ دخل بهم إلى كنعان التى تفيض لبنا وعسلا .. ما يحل من جفاف أو مجاعات لا يرجع إلى طبيعة الأرض أو ظروف المنطقة إنما هو ثمر لخطايا الشعب .

أقام الله كنيسة العهد الجديد على أكمة خصبة ، فقد رفع قلبها كما إلى السماء لكى يتمتع أبناؤها بدسم الحياة السماوية ، فيشبعون ولا يعتازون إلى شىء .

ب – " نقبه ( سيج حوله ) " إش 5 : 2 هذا السياج هو الناموس الذى أحاط به الرب شعبه قديما حتى لا يختلط بالأمم الوثنية المحيطة به فينقل عنهم الرجاسات ..كما أنه يشير إلى حراسة الملائكة .

جـ - " ونقى حجارته " إش 5 : 2 . تشير الحجارة إلى العبادة الوثنية حيث كانت الأصنام الحجرية ، هذه انتزعها الرب من وسط شعبه أو انتزع شعبه منها ليعيش الكل فى حياة تقوية لائقة .

جاء على لسان حزقيال النبى " انزع قلب الحجر من لحمهم وأعطيهم قلب لحم " حز 11 : 9 . هذا القلب الجديد والروح الجديد ( حز 36 : 26 ) إنما يتحقق بنوالنا الميلاد الروحى الجديد فى مياة المعمودية المقدسة .

د – " غرسه كرم سورق " ( كرما مختارا ) إش 5 : 2 ، أى غرسه كرما من أفضل أنواع الكروم ، كشعب مختار نال عهدا مع الله ، لكى يحمل " الحق " فيه ، كقول الرب :

" وأنا قد غرستك كرمة سورق زرع حق كلها ، فكيف تحولت لى سروغ جفنة غريبة ؟! " إر 2 : 21 .

أما بالنسبة لكنيسة العهد الجديد فقد جاء " الحق " نفسه ، كلمة الله المتجسد ليقدم نفسه كرمة يحملنا فيه أغصانا حية تأتى بثمر كثير ( يو 15 : 5 ) .

هـ - " وبنى برجا فى وسطه ، ونقر فيه معصرة ، فانتظر أن يصنع عنبا فصنع عنبا رديا ( بريا ) " إش 5 : 2

يسكن صاحب الكرم فى هذا البرج لحراسته .. البرج هو مذبح الرب الذى يقام داخل النفس ، والمعصرة لعصر العنب وعمل خمر الحب الذى يقدم للفرح الروحى . ما هذه المعصرة إلا صليب ربنا يسوع المسيح الذى اجتاز المعصرة وحده ولم يكن معه أحد من الأمم ( إش 63 : 3 ) . قدم دمه المبذول خمر حب يفرح كل قلب مؤمن .

انتظر الرب أن يجتنى حبا مقابل الحب ، وتوبة وندامة مقابل غفران خطاياه ، لكنه وجد قلوبا متحجرة لا تصنع ثمارا تليق بالتوبة . الكل زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله ، لذا كان يليق بكلمة الله أن ينزل إلينا ككرم جديد ، هو وحده يغرسنا فيه فنأتى بثمر كثير ( يو 15 : 5 ) .




( 2 ) محاكمة بين الله وشعبه :


ليس أصعب من أن يدخل كائن ما فى محاكمة مع ابن محبوب لديه ، لكن أمام قساوة قلب الإنسان وجحوده طلب أن يقف أمام شعبه للحوار ، متسائلا : " ماذا يصنع أيضا لكرمى وأنا لم أصنعه ؟! " إش 5 : 4 . والعجيب أنه ترك الحكم للطرف الآخر ، لمقاوميه ، حتى يحكموا بأنفسهم على أنفسهم . هذا هو أسلوب الله فى تعامله معنا ، يفضح أمامنا نفوسنا ، ويكشف أمام أعيننا ضعفاتنا ، ليس لأنه يريد أن يغلب أو يعاقب وإنما لأنه يطلب رجوعنا إليه ودخولنا فى علاقات حب وود معه .

إذ لم يجد الكرم ما يجيب به على الكرام العجيب فى حبه ، بدأ الكرام يعلن تأديباته حتى يتحرك الكرم ،


ألا وهى :



أ – " انزع سياجه فيصير للرعى " إش 5 : 5 . إن كان ملاك الرب حال حول خائفيه ( مز 34 : 7 ) ، بل والرب نفسه يكون سور نار حول شعبه ( زك 2 : 5 ) ، فإن الله فى محبته يتخلى عن المقاومين وينزع عنهم الحراسة السماوية ليدركوا ضعفاتهم ، ويشعروا أنهم بلا سياج ولا سور ...

ب – " اجعله خرابا لا يقضب ولا ينقب " إش 5 : 6 . إذ يفارق الرب كرمه أى النفس البشرية تصير فى فراغ وتحسب خرابا ، يبكيها الرب كما يبكى على أورشليم ، قائلا :

" هوذا بيتكم يترك لكم خرابا " مت 23 : 38 .

جـ - " فيطلع شوك وحسك " إش 5 : 6 . هذا ثمر اعتزال الإنسان الله وانفصاله عنه ، إذ ينبت من عندياته شوكا وحسكا .

ما هو هذا الشوك إلا فقدان الإنسان سلامه ليحمل فى داخله متاعب وهموم لا يقدر أن يجابهها بنفسه وحده ؟!

د – " وأوصى الغيم أن لا يمطر عليه مطرا " إش 5 : 6 . يشير المطر فى العهد القديم إلى عطية الروح القدس ، فإن الإنسان الجاحد للرب الذى يطلب الأنفصال عنه يخسر سكنى الروح فيه ، فيتحول قلبه إلى قفر ، لا يحمل ثمر الروح ، لهذا عوض أن يثمر " الحق " إذا به يثمر " سفك دم " ، وعوض " العدل " يثمر " صراخا " إش 5 : 7

يقول : " إن كرم رب الجنود هو بيت إسرائيل وغرس لذته رجال يهوذا . فانتظر حقا فإذا سفك دم .. وعدلا فإذا صراخ " إش 5 : 7 .

جاء " الحق " متجسدا من سبط يهوذا لكنهم سفكوا دمه ، وعوض العدل كان الصراخ :

" أصلبه ، أصلبه " .




( 3 ) عرض تفصيلى لخطايا إسرائيل :


بعدما كشف الرب عن حبه لكرمه ورعايته الفائقة له ، بدأ يستعرض أهم خطايا الشعب وثمرهم الدىء الذى جلب ويلات مرة عوض التمتع ببركات الرب وشركة أمجاده .

أ – " ويل للذين يصلون بيتا ببيت ، ويقرنون حقلا بحقل ، حتى لم يبق موضع ، فصرتم تسكنون وحدكم فى وسط الأرض " إش 5 : 8 .

يعنى بهذا أنهم انهمكوا فى شراء البيوت والحقول كل الطرق ، فى أنانية حتى لم يترك الواحد موضعا لأخيه ، خاصة الفقير والمحتاج . لقد ملكت قلة قليلة الأرض الزراعية والبيوت لتستغل عامة الشعب ، وذلك على خلاف الناموس الذى طالب أن تبقى الأراضى موزعة بالتساوى ( عد 33 : 54 ) ,انه فى سنة اليوبيل يعود للكل ملكيته ( لا 25 ) .

ب – " ويل للمبكرين صباحا يتبعون المسكر ، للمتأخرين فى العتمة تلهبهم الخمر " إش 5 : 11 .

إن كان الويل الأول منصبا عليهم بسبب الطمع والظلم فالثانى بسبب اللهو الزائد . صاروا يسكرون فى الصباح المبكر عوض قيامهم للعمل وأيضا يبقون حتى ساعة متأخرة بالليل ، اى يسكرون نهارا وليلا . هكذا يكسرون الوصايا الإلهية : " الإنسان يخرج إلى عمله وإلى شغله إلى المساء " مز 104 : 23 .

تحولت حياتهم عن الفرح الروحى الممتزج بجدية الحياة والعبادة إلى اللهو الممتزج برخاوة يستخدمون كل آلات الطرب ( إش 5 : 12 ) مع الإنشغال بإقامة ولائم لإثارة مشاعرهم وأحاسيسهم للشر ، متجاهلين الحياة التقوية فى الرب .

إن الله لا يدينهم هنا على طمع اقترفوه وإنما لمجرد التبذير ، أنت تشرب خمرا ولا تمنح المسيح كأس ماء بارد خلال من هو ظمآن . أنت ترقد على فراش ناعم مطرز وهو يهلك بردا !

أما عمل اللهو فهو سبى الإنسان الداخلى عن معرفة الحق ، ليعيش أسيرا للجهالة ، يجوع ويعطش داخليا ، ولا يوجد ما يشبعه أو يرويه . يقول النبى : " لذلك سبى شعبى لعدم المعرفة وتصير شرفاؤه جوع وعامته يابسين من العطش " إش 5 : 13 .

يقول الحكيم : " لأن السكير والمسرف يفتقران ، والنوم يكسو الخرق " أم 13 : 21 .

هذا هو الثمر المر الذى يجتنيه السالكون فى الباب الواسع ، باب اللهو الدائم لإشباع الشهوات الزمنية . أما ماهوأخطر فهو هلاكهم الأبدى إذ يقول : " لذلك وسعت الهاوية نفسها وفغرت فاهها بلا حد فينزل بهاؤها وجمهورها وضجيجها والمبتهج فيها " إش 5 : 14 .

يصور الهاوية أشبه بانفتاح الأرض لإبتلاع الأشرار كما حدث مع قورح وجماعته .. تنفتح لتطلب المزيد ، تبتلعهم إلى الأعماق ليبقول فى الظلمة إلى الأبد .

هذا ما يحدث بالنسبة للمنشغلين بحياة الترف واللهو ، أما بالنسبة لله رب الجنود فإنه يتمجد ويتقدس بإدانته للخطية بالعدل والبر ( إش 5 : 16 ) .

ربما يتساءل البعض : ما هو حال البقية القليلة الأمينة للرب ؟ يجيب النبى : " ويرعى الخراف حيثما تساق ، وخرب السمان تأكلها الغرباء " إش 5 : 17 .

ترعى الخراف – القطيع الصغير – حيثما يقودها الراعى الصالح ، يسوع المسيح ، إذ يحفظها من الظلم والإضطهاد .

جـ - " ويل للجاذبين الإثم بحبال البطل ، والخطية كأنه بربط العجلة " إش 5 : 18 .

هذا الويل الثالث يحل بطالبى الخطية برغبة شديدة واجتهاد ، يسعون إليها بمحض اختيارهم ويدفعون أنفسهم إليها دفعا أو يسحبونها بقوة نحوهم .

إنهم يجتذبون الخطية كما بحبل ، وإذ هى ثقيلة للغاية تنهار على رؤوسهم فتحطمهم .

حقا ، كل إنسان يضفر لنفسه حبلا بخطاياه ..

بجانب ما للخطية من خطورة أنها تسحب الإنسان إلى سلسلة من الخطايا ، فتجعله أشبه بكرة تلهو بها الخطايا فإن الخطر الثانى هو أنها تبعث روح الإستخفاف والسخرية عوض رغبة الإنسان فى التحرر منها ، فيردد الأشرار : " ليسرع ليعجل عمله لكى نرى ، وليقرب ويأتى مقصد قدوس إسرائيل لنعلم " إش 5 : 19 . إنهم يشكون فى إمكانية قضاء الله ، فيحسبون أنهم قادرون على مواجهته ببراهين وحجج . فى استخفاف يرددون " قدوس إسرائيل " اللقب الذى استخدمه الأنبياء بالنسبة لرجائهم فى مجىء المسيا المخلص .. وكأنهم يضربون بهذا الرجاء عرض الحائط .

فى كل عصر يوجد أشرار يستهينون بطول أناة الله ويسخرون بمواعيده ومحبته كما تأديباته ظانين أنها مجرد كلمات أو أوهام لن تتحقق .

د – " ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا ، الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما ، الجاعلين المر حلوا والحلو مرا " إش 5 : 20

يسقط الويل الرابع على الذين يخلطون بين الحق والباطل ، الخير والشر ، النور والظلمة ، الحلاوة والمرارة ، المعرفة والجهل . هؤلاء يعطون الخطية مسحة الفضيلة كأن يبرروا الغضب بالدفاع عن الحق أو إدانة الآخرين تحت ستار الرغبة فى الأصلاح الخ .....

هـ - ادعاء الحكمة والفهم مع الأستخفاف بآراء ومشورة الغير : " ويل للحكماء فى أعين أنفسهم والفهماء عند ذواتهم " إش 5 : 21 .

من ينشغل بذاتيته ولا يطلب مشورة الغير ، إنما يحمل علامة الغباوة ، قيل : " أرأيت رجلا حكيما فى عينى نفسه ؟ الرجاء بالجاهل أكثر من الرجاء به " أم 26 : 12 .

و – الأبطال المفسدون لطاقاتهم : " ويل للأبطال على شرب الخمر ولذوى القدرة على مزج المسكر " إش 5 : 22 . حينما تنشغل القيادات بالولائم والترف والسكر تفقد دورها الحقيقى ؛ هكذا كثيرا ما تفسد طاقاتنا بأنفسنا بانحرافنا عن هدفنا الجاد وانغماسنا فى ملذات هذا العالم

ز – أخذ الرشوة : " الذين يبررون الشرير من أجل الرشوة ، وأما حق الصديقين فينزعونه منهم " إش 5 : 23 .




( 4 ) تأديب الهي :



بسبب الخطايا التى ارتكبها الشعب حمى غضب الرب كلهيب نار يحرق القش ليجعلهم أشبه بالغبار ( إش 5 : 24 ) . لقد سمح بتأديبهم بحزم شديد حتى ارتعدت الجبال وصارت جثثهم ملقاة فى الأزقة . هنا يعنى ما حل بشعب الله خلال الغزو الأشورى العنف .

وسط هذا اللهيب يقول : " مع كل هذا لم يرتد غضبه بل يده ممدودة بعد " إش 5 : 25 ؛ لا يزال مملوء حبا ينتظر عودة الإنسان إليه ! .




( 5 ) الغزو الأشورى



يقدم لنا النبى وصفا رهيبا لجيش أور فى غزوه شعب الله . هذا الوصف يكشف عن غزو عدو الخير للنفس البشرية ، بعنف وشراسة ومثابرة ، وفى نفس الوقت يوبخ المؤمنين المتراخين ؛ فالأشرار من أجل غنيمة زمنية لا يكلون حتى يحققوا هدفهم بينما أولاد الله يتراخون فى نوال شركة المجد الأبدى .

أ- " ليس فيهم رازح ( متعب ) " إش 5 : 27 . بالرغم من طول المسافة التى يقطعونها والصعوبات التى تواجههم لكنهم لا يشعرون بتعب من أجل رغبتهم القوية فى التمتع بالغنيمة .. بينما كثيرا ما نتراخى نحن المؤمنون فى جهادنا الروحى تحت دعوى الإرهاق أو التعب .

ب- " ولا عاثر " إش 5 : 27 بالرغم من وعورة الطريق ؛ ربما لأن الله دعاهم لتأديب شعبه فسهل لهم الطريق . كان أولى بنا نحن ألا نخاف وعورة الطريق فإننا ما دمنا فى يد مسيحنا " الطريق " لا نتعثر قط .

جـ - " لا ينعسون ولا ينامون " إش 5 : 27 من أجل الهدف الزمنى والشرير الموضوع أمامهم . أفما يليق بنا نحن المؤمنون ألا ننعس ولا ننام بل نبقى فى يقظة الروح حتى نحقق غاية رسالتنا ؟!

د - " ولا تنحل حزم أحقائهم ولا تنقطع سيور أحذيتهم " إش 5 : 27 ، أى جادين ومتشددين للعمل . لقد أوصانا الرب : " لتكن أحقاؤكم ممنطقة " لو 12 : 35 ، حتى نتمم خدمة الرب بقوة .

هـ - " سهامهم مسنونة وجميع قسيهم ممدودة ، حوافر خيلهم تحسب كالصوان وبكراتهم كالزوبعة " إش 5 : 28 . مستعدين بأسلحتهم وعدتهم ، كى يحاربوا بقوة ولمدة طويلة وبسرعة خاطفة ليحققوا الهدف . يليق بالمؤمنين أن يستعدوا ضد معركة إبليس بأسلحة الإيمان الروحية التى تحدث عنها الرسول بولس بأكثر توسع ( أف 6 ) .

و – " لهم زمجرة كاللبوة ، ويزمجرون كالشبل ، ويهرون ويمسكون الفريسة ويستخلصونها ولا منقذ " إش 5 : 29 . إنهم يحملون صورة سيدهم إبليس ، الذى يجول كأسد زائر يلتمس من يبتلعه ( 1 بط 5 : 8 ) . كان يليق بالمؤمنين أن يصحوا ويسهروا مقاومين هذا العدو راسخين فى الإيمان ( 1 بط 5 : 8 ، 9 ).

لقد تقدم الحمل – رب المجد يسوع – القادر أن يحطم العدو ، كأسد خارج من سبط يهوذا ( رؤ 5 : 5 ) حتى لا يهزمنا إبليس بل نقاومه بالرب ونحطم طاقاته .

ز – " يهرون عليهم فى ذلك اليوم كهدير البحر " إش 5 : 30 ، إذ يسقط عليهم الجيش بأصوات الجند كهدير البحر الذى لا يقاوم ، يكتسح ويبتلع كل ما هو أمامه .. وكأنه لا أمل لهم فى النجاة من أشور .

ح – أخيرا يفقد الشعب كل رجاء فإنه " إن نظر إلى الأرض فهوذا ظلام الضيق والنور قد أظلم بسحبها " إش 5 : 30 . وقت الضيق يرفعون عيونهم لعلهم يجدون منفذا للخلاص ، لكن الظلام يخيم على أفكارهم ، وسحب الدخان الصاعدة من الحرائق تحطم كل أمل عندهم . لقد رفضوا الله : " النور الحقيقى " فملكت الظلمة على أعماقهم . لهذا يصرخ المرتل :

" بنورك يارب نعاين النور " مز 36 : 9 .
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 10 - 2012, 08:53 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل لتفسير سفر اشعياء النبى كتابيا

إشعياء – الإصحاح السادس




رؤيا إشعياء ودعوته



يسجل لنا إشعياء النبى رؤياه الشهيرة ، إذ رأى الله القدوس جالسا على كرسى عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل ، رآه فى مجده الفائق تسبحه طغمة السيرافيم ، وقد عهد إليه بخدمة النبوة المقدسة .

يتساءل البعض : هل تمتع النبى بهذه الرؤيا قبل تنبؤه بما ورد فى الإصحاحات السابقة أم جاءت بعدها ؟ ولماذا لم يفتتح النبى السفر بها ؟




( 1 ) رؤيا النبى فى الهيكل :



" فى سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالسا على كرسى عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل " إش 6 : 1

تمتع النبى بهذه الرؤيا فى سنة وفاة عزيا الملك ، ربما بعدما أعلن نبواته السابقة والتى حملت تهديدا للشعب ، فقابلها الشعب بنفور واستخفاف ، لهذا كشف له هذه الرؤيا ليعلنها للشعب مؤكدا أنه يحمل رسالة إلهية ، يقدم كلمة الله .

ظهرت الرؤيا ى سنة وفاة عزيا الملك الذى ملك على يهوذا وهو ابن 16 سنة لمدة 52 عاما وعمل المستقيم فى عينى الرب ، وقد نجح فى كل أعماله : فى الحروب والتعمير ، ولكنه إذ أصابه الكبرياء وأراد أن يوقد للرب على مذبح البخور فضربه الرب بالبرص وهو فى الهيكل ، وطرده الكهنة ، وكان أبرصا إلى يوم وفاته ، معزولا فى بيت بعيد عن قصر الملك



تطلع النبى إلى الشعب فى سنة موت عزيا ليراه منطرحا كغنم بلا راعى ، خاصة وأن الملك كان قد اعتزل الشعب زمانا قبل موته بسبب برصه .

وسط هذه المرارة أعلن الرب هذه الرؤيا لإشعياء من أجل تعزيته : تحققت الرؤيا فى الهيكل غالبا فى وقت انفرد فيه النبى للعبادة الخاصة ، يصرخ إلى الله ليتسلم رعاية شعبه .

ظهر له السيد جالسا على كرسى عال . ومرتفع ليؤكد له أنه هو راعى شعبه السماوى ، أفكاره تعلو عن أفكار البشر ، وطرقه عن طرقهم .

يرى القديس يوحنا الذهبى الفم إن إشعياء وغيره من الأنبياء لم يروا جوهر اللاهوت كما هو إنما يظهر الله لهم خلال تنازله قدر ما يحتملون الرؤيا وذلك من أجل محبته لخليقته ؛ حتى بالنسبة للسمائيين وحاملى عرشه فإن كل منهم يراه قدر احتماله أما الجوهر فى ذاته أى فى كماله المطلق فلا يمكن إدراكه .

" السيرافيم واقفون فوقه ، لكل واحد ستة أجنحة ، بأثنين يغطى وجهه وبأثنين يغطى رجليه وبأثنين يطير . وهذا نادى ذاك وقال : قدوس ، قدوس ، قدوس رب الجنود ، مجده ملء كل الأرض " إش 6 : 2 ، 3 .

لعل ما يعزى نفس الخاد هو أن يرتفع قلبه ليرى الخدمة الملائكية ، فيتحقق أن كل متاعب الكنيسة وضعفاتها تنتهى يوما ما لتشترك مع السمائيين فى التسبيح أبديا .

قيل أن القديس باخوميوس المصرى كان يرى الكنيسة مملوءة بالملائكة .

السيرافيم هم خدام العرش الإلهى ، يحملون الرب بفرح وتهليل ، يسبحونه بلا انقطاع . وكأن عمل كل خادم أو نبى فى الكنيسة هو جذب كل نفس إلى الرب كعرش له يسكنه ، ويقيم ملكوته داخله ، فيصير أشبه بالساروف النارى السماوى . لكل ساروف 6 أجنحة :

بإثنين يغطى وجهه علامة اتسامه بالمخافة الإلهية ، لا يقدر أن يدرك كل البهاء الإلهى ...

وبإثنين يغطى رجليه علامة الحياء – إن صح التعبير - .....

وبإثنين يطير محلقا فى السماويات .

هكذا يليق بنا أن نتشبه بالساروف ننعم بالمخافة الإلهية فى احتشام مع نمو دائم وارتفاع مستمر نحو السماويات .

" مجده ملء كل الأرض " إش 6 : 3 ، لا يملأ السموات فحسب وإنما الأرض كلها .




يلاحظ فى هذه التسبحة :



أ – أن كلمة " السيد " جاءت بالجمع Adonai وليس بالمفرد Adon ، ربما لهذا السبب مع تكرار كلمة " قدوس " ثلاث مرات رأى القديس غريغوريوس أسقف نيصص تعلن عن مجد الثالوث ، بينما ينسبها الرسول بولس للروح القدس ( أع 28 : 25 ، 26 ) ، والقديس يوحنا للإبن ( يو 12 : 41 ) بينما التقليد اليهودى قديما ينسبها للآب .

ب – دعى الله " رب الجنود " وهو لقب الله فى معركته ضد الشر أو قوات الظلمة ، له معنى تعليمى ، أول من استخدمه حنة أم صموئيل فى تسبحة النصرة التى نطقت بها إذ شعرت بأن الله هو سر نصرتها فى معركتها الداخلية .

جـ - تستخدم هذه التسبحة فى القداس الإلهى علامة شركة المؤمنين مع السمائيين فى العبادة على مستوى سماوى ، بروح الوحدة والإنسجام معا .

" فاهتزت أساسات العتب من صوت الصارخ وامتلأ البيت دخانا " إش 6 : 4 .

اهتزت أساسات بيت الرب أمام صرخات الساروفيم التى تمجد الله القدوس وأمتلأ البيت سحابا كثيفا علامة حلول مجد الله فيه . وعندما دخل السيد المسيح أورشليم اهتزت أيضا المدينة ( مت 21 : 10 ) . ونحن فى حاجة أن يعلن الرب حلوله فينا . ليقيم ملكوته داخلنا ، نشترك مع السيرافيم تسبحتهم الأبدية فتهتز أعماق نفوسنا مع إشعياء النبى ، ويعلن مجد الرب فينا ، وتتقدس أعماقنا فنحسب شهود حق لإنجيله .



( 2 ) تقديس فم إشعياء


إذ نقف فى حضرة الله القدوس يعلن لنا مجده ونكتشف نحن نجاستنا ، كما حدث مع إشعياء النبى : " فقلت : ويل لى إنى هلكت لأنى انسان نجس الشفتين ، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين ، لأن عينى رأتا الملك رب الجنود " إش 6 : 5

لعل إشعياء أراد أن يشترك مع السيرافيم فى تسابيحهم لله فأدرك أنه نجس الشفتين ، وإذ تطلع إلى جماعة السيرافيم فى تهليلاتهم أدرك أنه ساكن بين شعب نجس الشفتين .

شعوره بنجاسة شفتيه ونجاسة شفاه شعبه لم يحطم نفسيته ، إنما ملأه رجاء فىالله الذى تمتع برؤياه بكونه " رب الجنود " ، قادر أن يقيم من البشرية جنودا روحيين له . هذا تحقق له ، إذ قال : " فطار إلى واحد من السارفيم وبيده جمرة أخذها بملقط من على المذبح ، ومس بها فمى وقال : إن هذه مست شفتيك فانتزع إثمك وكفر عن خطيتك " إش 6 : 6 ، 7

لقد حملت القديسة مريم كلمة الله متجسدا فيها ، الجمر الملتهب ، الذى يقدس البشرية بدمه الثمين .




( 3 ) إرسالية إشعياء النبى :



بعد هذه الرؤيا أشتاق إشعياء النبى أن يرى شعبه متمتعا بهذه الحياة العلوية ، كأنه يقول مع الرسول بولس : " لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدا ، ولكن أن أبقى فى الجسد ألزم من أجلكم " فى 1 : 24 . هذا ما يعلنه النبى أيضا بقولـه : " ثم سمعت صوت السيد قائلا : من أرسل ومن يذهب لأجلنا ؟ فقلت : هأنذا أرسلنى " إش 6 : 8



هذا هو المنظر الخامس من ذات الرؤيا الذى فيه دعى للعمل النبوى ، لحساب ملكوت الرب ،


هذه المناظر هى :



1 – منظر السيد الرب فى مجده ( إش 6 : 1 ) .

2- منظر السرافيم المسبحين له ( إش 2 : 3 )

3 – اهتزاز أساسات العتب وامتلاء البيت دخانا ( إش 6 : 4 ) .

4 – تقديس شفتى النبى ( إش 6 : 5 – 7 ) .

5 – دعوة إشعياء بصوت الله نفسه ( إش 6 : 8 الخ ) .

جاءت الدعوة من الله القدير نفسه ، وإذ آمن إشعياء بقدرة الله الخلاصية وعمله التقديسى ، تقدم للعمل مدركا أنه حيث هو ضعيف فهو بالرب قوى .

قبل الله القدوس عرض إشعياء ، وقال له : " اذهب " إش 6 : 9 . لقد أراد الله ألا يرسل إشعياء من أجل نوال كرامة أو مجد ، إنما ليدخل فى مرارة مع شعب رافض الحق .. فالخدمة ليست مراكز كنسية ولا كرامات إنما هى جهاد روحى من أجل غسل أقدام الآخرين وحثهم على قبول الحق ..

وضع الرب كلماته على فم النبى : " تسمعون سمعا ولا تفهمون ، وتبصرون أبصارا ولا تعرفون " إش 6 : 9 .

لقد وضع الرب فى فم إشعياء نبوات كثيرة عن السيد المسيح وعمله الخلاصى ، وقد تحققت عند مجىء السيد المسيح ، لقد سمعوا ورأوا لكنهم لم يؤمنوا به ، لأن بصيرتهم الداخلية قد أصابها العمى ، وذلك على عكس التلاميذ الذين قال لهم الرب :

" طوبى لأعينكم لأنها تبصر ولآذانكم لأنها تسمع " مت 13 : 11 – 16 .

ما هى علة عدم قدرتهم على الإيمان ؟ : إنهم لم يريدوا . الله راآ إرادتهم الفاسدة لذلك سبق أن أخبر النبى بذلك لأن المستقبل ليس مخفيا عنه ..

" غلظ قلب هذا الشعب وثقل أذنيه وأطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى " إش 6 : 10 .

يلاحظ هنا أن الله لا ينسب هذا الشعب إليه ، بل يدعوه " هذا الشعب " ، وهذه عادة ما تحدث عندما يعلن الله غضبه عليهم فيحسبهم غير أهل للأنتساب إليه بسبب غلاظة قلوبهم وثقل آذانهم وعمى أعينهم ، أى بسبب العنف ( القسوة ) ، والعصيان ، والجهل الروحى .

حزن إشعياء النبى إذ أدرك ثقل المسئولية الملقاة عليه وما تنتظره من متاعب وآلام ، كما حزن إذ أدرك ما سيحل بالشعب من دمار حتى تصير المدن خربة بلا ساكن والبيوت بلا إنسان وتخرب الأرض وتقفر ( إش 6 : 11 ) ، فصرخ : " إلى متى أيها السيد الرب ؟ " إش 6 : 11 . هلى كان يسأل : إلى متى يبقى هذا الشعب فى القساوة ؟! أم يسأل : إلى متى أعلن نبوات مرة هكذا وقاسية ؟!

كشف له الرب عن حال الشعب بع انكساره أمام سنحاريب ، فأعلن أنه وإن بقى فى البلاد العشر [ 1/10 ] ( إش 6 : 13 ) يعود فيقيم الشعب خلال هذه البقية ويجعل منهم زرعا مقدسا . بهذا يتنبأ عن السبى وما يحدث بعد السبى . وفى نفس الوقت تعتبر نبوة عن سبى اليهود فى جحودهم الإيمان بالسيد المسيح مخلص العالم ، لكن فى آخر الأيام تبقى بقية تعود للأيمان به . يقول الرسول بولس : " إن القساوة قد حصلت جزئيا لإسرائيل إلى أن يدخل ملوء الأمم ، وهكذا سيخلص جميع إسرائيل " رو 11 : 25 ، 26 .
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تفسير رسالة بطرس الثانية كتابيا
تفسير انحيل متى كتابيا
تفسير سفر اعمال الرسل كتابيا
تفسير رسالة كورنثوس الاولى كتابيا
تفسير سفر استير كتابيا "للقمص تادرس يعقوب ملطى"


الساعة الآن 09:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024