|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في قصة عُرْسِ قانا الجليل نستطيع أن نتفهَّم حدود شفاعة الأم العذراء مريم، فقد تقدَّمت من نفسها تسأل ابنها: "ليس لهم خمر". لم يجهل ربنا أن الخمر قد فرغ ولا تنقصه معرفته إلى من يُذَكِّره باحتياجات أولاده، ولا إلى من يحثّه على الاهتمام بهم. لكن ربنا يسوع المملوء حبًا يُسرّ أن يجد في أمه وكل إخوته مشاعر الحب. لقد توسَّلت إليه مرة واحدة، أما هو فأجاب: "مالي ولكِ يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد" (يو 2: 4)، وهو لم يصدَّها إنما أراد أن يكشف لنا عن شفاعتها. أولًا: كشفَ عن ثقة أُمه فيه، فإنها لم تلح في الطلبة، ولا انتظرت منه أنه يجيبها بشيءٍ، بل بكل ثقة وتأكيد قالت للمحتاجين: "مهما قال لكم فافعلوه"، وكأنها قد تأكَّدت أنه يعمل عملًا لأولاده الذين تطلب عنهم! ثانيًا: بحديثها مع الخدام المحتاجين، كشفت لنا عن مفهوم الشفاعة من جانبنا، أنها ليست عبادة لها، إنما إعلان عن قدرتها على توجيه قلوبنا بطريقة سرِّية لتنفيذ وصية ابنها بكل دقة، إذ قالت: "مهما قال لكم فافعلوه". إذًا لنطلب صلواتها عنا وشفاعتها عنا حتى نقدر على تنفيذ وصايا ابنها. هكذا خلال أمومتها للرب نخلُص بنعمة دم ابنها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|