أن نظرة الرب لبطرس كانت على سبيل العتاب، ولكن حصر تلك النظرة في العتاب فقط يتنافى مع محبة الرب يسوع المسيح، الذي غفر لصالبيه. لم يكن هدف الرب وقت آلامه أن يلوم المخطئين إليه، لأن ذلك يخالف تعليم الكتاب عن المحبة، القائل: "وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوءَ" (1كو 13: 5). إن الرب الذي اهتم بتوبة اللص اليمين في آخر حياته، كان مهتمًا بخلاص تلميذه وتوبته أيضًا. لم ينظر الرب لبطرس ليبين له عظمة جرمه، لكنه نظر إليه بحب، كما نظر للشاب الغني الذي مضى عنه بسبب حبه للمال، كقوله: "فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ... وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلًا الصَّلِيبَ" (مر 10: 21).