* للنعمة بيت أبدي، وهي أم رحوم تهتم به، مثلما تهتم الأم بولدها، ولا يمكنها أن تتركه، لأن المرأة لا تترك جنينها. ويظن الطفل أيضًا أنه لا توجد امرأة أخرى في العالم سوى التي ترضعه. هكذا تفكر النفس التي تحب الله أنه موضعها... أينما وُجد المسيحي الحقيقي، فهو يسكن في الله، ويسكن الله فيه .
* أصبحت النعمة أمًا للأرض.،. فتضرعت إلى الرب قائلة: كفى الأرض هذا الجنون! انزل ونجها من الضلال. دخل طلب النعمة أمام العزة الإلهية التي أرسلت الطبيب الرحوم إلى المرضى .
* شيدت النعمة - أم المراحم - العالم، وهي تحمله، لو تركته سيسقط. تبسط الدجاجة جناحيها على صغارها لتجمعها وتحببها وتحافظ عليها. إنها ترسم مثالًا للاهوت الذي بسط مراحمه على الخلائق مثل جناحيها، وحماها .
* الطفل محتاج إلى المرضعة ليحيا منها، والمخلوق محتاج إلى الخالق ليقوم به.
لو تركت الأم الطفل عندما تلده، لكان من الأصلح له ألا يأتي إلى الولادة منها.
ورب العالم لو تركه بعد خلقه، لكان من الأصلح له بألا يوجد منذ البداية.
إنه لا يتركه، فالمرأة لا تترك جنينها، وإن هي نسيت هو لا ينسى المخلوق أبدًا (عب 6: 10) .
القديس مار يعقوب السروجي