ولا تستغرب فعلهم؛ لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم. وأزمة كورونا أوضحت أننا مثل أبوينا، نرى في كسر القانون فهم وحكمة تحت مسمى الحرية، وبدل من أن نستخدم إرادتنا في المكوث في البيت، كسرنا الحظر فتّم فينا قول الكتاب «وَلَكِنَّهُمْ كَآدَمَ تَعَدَّوُا» (هوشع٦: ٧).
ولعل ما قالته الممرضة من عدم القدرة على عد الموتى يصوِّر، ولو قليلاً، ما فعلته الخطية «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ» (رومية٥: ١٢).
وعلى مَرّ التاريخ يحصد الموت، ولكن في هذه الازمة رأينا بعيون دامعة جنازات جماعية حتى وصل الأمر لمرحلة أنه لا توجد توابيت للموتى!!