العلامة أوريجانوس
[كيف يتحقق فينا كلام الكتاب إنه لم تبق نسمة (يش 11: 11)...؟ لنفرض أن إحساسًا بالغضب يرتفع في قلبي، يمكن لهذا الإحساس ألا يبلغ إلى العمل خشية العقاب العتيد، لكن هذا لا يكفي إنما حسب قول الكتب يجب أن أتصرف بحيث لا يبقى فيَّ أي حركة للغضب. فإن اضطربت النفس، حتى وإن لم يصل الفكر إلى حد العمل فإن هذا الاضطراب نفسه لا يليق بجندي المسيح. فجنود يشوع يجب عليهم أن يتصرفوا بحيث لا يتركوا شيئًا يتنغص في قلبهم. إن تُرك شيء ما سواء كان عادة أو مجرد فكرة خاطئة يمكن أن تنمو مع الزمن وتزداد وتتقوى وأخيرًا تقودنا إلى العودة للقيئ (أم 26: 11)، فتصير الأواخر أشر من الأوائل (لو 11: 26). هذا ما يقصده المزمور النبوي: "طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة" (مز 137: 9). فإنه يقصد بأطفال بابل هنا الأفكار الشريرة... هذه التي إن شعرنا أنها صغيرة وفي البداية يجب أن نمسكها ونقطعها ونضرب بها الصخرة، التي هي المسيح (1 كو 10: 4). يجب أن نقتلها حسب أمر الرب ولا نترك منها نسمة نتنسمها داخلنا. إذن طوبى لمن يمسك أطفال بابل الصغار ويضرب بهم الصخرة ويقتلها وهي بعد أفكار بدائية].