منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 01 - 2023, 03:36 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,277

مزمور 71 | غذاؤه التسبيح منذ ولادته إلى شيخوخته


غذاؤه التسبيح منذ ولادته إلى شيخوخته

عَلَيْكَ اسْتَنَدْتُ مِنَ البَطْنِ،
وَأَنْتَ مُخْرِجِي مِنْ أَحْشَاءِ أُمِّي.
بِكَ تَسْبِيحِي دَائِمًا [ع6].

لا تعود رعاية الله لداود منذ صباه فحسب، وإنما ترجع إلى بدء حياته حين حملت به أمه في أحشائها، وحين تمت ولادته. "لأنك أنت جذبتني من البطن. جعلتني مطمئنًا على ثدييْ أمي. عليك أُلقيت من الرحم. من بطن أمي أنت إلهي؛ لا تتباعد عني، لأن الضيق قريب، لأنه لا معين" (مز 22: 9-11). تلامس داود مع محبة الله ومراحمه حتى في أحشاء أمه، فالبعض صار لهم الرحم قبرًا، والبعض ماتوا عند خروجهم من رحم أمهاتهم.
لم نسمع عن أحدٍ قدم ذبيحة شكر، لأن الله رعاه وهو في رحم أمه، وأخرجه إلى العالم سالمًا، لكن داود لا يتجاهل أعمال الله معه منذ الحَبَل به، بل وربما قبل الحَبَل، حيث كان في فكر الله، وكان يعده لرسالة معينة.
يرى القديس أغسطينوس أن المرتل بدأ يترجى الله منذ شبابه، حيث سلَّحه ضد الشيطان؛ تسلح بالإيمان والمحبة والرجاء وبكل بقية العطايا الإلهية. لكن الله كان حاميًا له منذ كان في رحم أمه.
* هل الرب رجاؤك منذ شبابك؟ أليس هو أيضًا هكذا منذ صباك؟ أليس هو أيضًا منذ طفولتك؟ بالتأكيد هو هكذا. اُنظر ماذا تبع ذلك... "فيك تقويت من البطن" اسمع أيضًا: "من بطن أمي أنت حاميَّ"...
* الآن؛ أنتم تئنون. الآن أنتم في مكان آمن تجرون، حتى تخلصوا الآن إذ أنتم ضعفاء تحتاجون إلى علاج الطبيب. ماذا عندما تبلغون الصحة الكاملة، وتصيرون مثل ملائكة الله (مت 22: 30)، هل ستنسون تلك النعمة التي تخلصكم؟
القديس أغسطينوس

"بك تسبيحي دائمًا"، فإنني أسبحك، لأنك خلقتني، وكنت ترعاني وأنا في رحم أمي، وعند ولادتي وفي طفولتي وصبوَّتي وشيخوختي، وحتى بعد انتقالي من العالم. لهذا أسبحك دائمًا وإلى الأبد. خلقتني كائنًا مسبحًا على الدوام.
* يا ابن الله حرك ألحاني لتسبيحك، وبتراتيلها تُهلل لك كل حواسي.
منذ البداية مُهيأ لساني لتسبيحك، ولو بطل من تسبيحك يستحق القصاص.
ربي لن أهدأ من التغني بتراتيلك، لئلا أُعذب من قبل العدالة في الدينونة العادلة.
فم الإنسان مهيأ لتسبيح اللاهوت، ومن يهدأ من التسبيح يُلام ويُحتقر.
لما خلق الخالق الفم وضع فيه الصوت والكلمة ليتحرك للتسبيح.
وهكذا يجب على كل من شعر بوجود الخالق أن يسبّح الرب الذي خلقه.
ليس فم الإنسان صاحب سلطان ليستخدم الأخبار التافهة والكلمات غير اللائقة.
عندما خلق الخالق الفم أتقنه لتسبيحه، وليس ليتلفظ بأمورٍٍ باطلةٍ.
يقول الرب لمن يتوقف عن تسبيحه: اصرخ بحنجرتك، وارفع صوتك كالبوق.
ربي، أنا خليقتك، ساعدني لأتعجب من أعمالك، واسمح لي أن أسبح كما يليق بخليقتك.
اسمح للقلب أن يخدمك بأفكار القداسة، لأنك مخوف للخلائق.
قدّس لساني من كل الأخبار العالمية، وبعِشرتك يتحرك للتسبيح.
ربي، ها قد فتحتُ فمي، فاملأه من تسبيحك كما وعدتَ، ولا يمر فيه كلام باطل ليتفوه به.
لتتحرك ألحاني صوب موهبتك المملوءة عجبًا، وأنا أشكر تسبحتك يا ابن الله[11].
* ربي مُلكك هو الفم والكلمة واللسان، أعط للفم الحركة لتسبيحك وهو غير مستحق.
مُلكك هو العقل والفهم والتفكير، فساعد العقل ليُخبر بقصتك وهو يتطلع إليك.
مُلكك هي حركات النفس وأفكارها، فساعد النفس لترى جمالك وتصفك.
أيها الكلمة الذي جاء ليصير جسدًا، أعطني كلمتك لأتكلم بها عن مجيئك المملوء عجبًا.
أتيت عندنا، ومكثت في أبيك، أنت فوق وتحت، والسماء والأرض مملوءتان منك يا ابن الله.
املأ فمي تسبيحًا كما قلتَ: افتحه واملأه، فافتحه واملأه، ولو أنه ليس مفتوحًا لأنه كسلان.
أنت فاتح الأفواه المغلقة لتتكلم، مَن يقدر أن يفتح فمه بدونك؟
مَرةً حتى الأتان تكلمت (عد 22: 22-30)، ليعرف كل أحدٍ بأنه يسهل عليك أن تعطي النطق حتى للبهيمة[12].
القديس يعقوب السروجي



صِرْتُ كَآيَةٍ لِكَثِيرِينَ.
أَمَّا أَنْتَ، فَمَلْجَإِي القَوِيُّ [7].
إذ يتطلع الناس إلى المرتل، وقد حلت به الضيقات بصورة عنيفة ومتلاحقة، صاروا ينظرون إنه إنسان غريب وشاذ، مختلف عن كل البشرية، كأن الله قد صبّ كل غضبه عليه. أما المرتل ففي أعماقه كانت تعزيات الله تعمل بقوة وسط الآلام والمحن.
يرى بعض الدارسين في الكلمة العبرية المترجمة هنا "آية" أنها قد تأخذ المعنى الصالح. إذ كان الناس يتطلعون إليه في دهشةٍ وإعجابٍ، كيف يحتمل المحن ويجتازها بسلام. وجاءت هذه الكلمة في عظات القديس أغسطينوس "الهُوّلة" monster وهو حيوان أو نبات ذو صورة غير سوية، أي مخيف وغريب الشكل؛ أو "مَسخ"، أي شخص مشوَّه وبشع.
* لماذا يسبونني ويظنونني أنني مَسخ؟ لأنني أؤمن بما لا أراه. لأنهم سعداء بالأمور التي ينظرونها، يبتهجون بالشرب والخلاعة والطمع والغنى والنهب والكرامات الدنيوية، تبييض الحوائط الطينية (أي الرياء)؛ بهذه الأمور يبتهجون. لكنني أنا أسير في طريقٍ مختلفةٍ، مستخفًا بهذه الأمور الحاضرة، بل وأخاف من ترف العالم، ولا أثق إلا في وعود الله. أما هم فيقولون: "لنأكل ونشرب، لأننا غدًا نموت" (1 كو 15: 32)... اسمعوا الجانب الآخر: "نعم، لنصم ونصلِّ، لأننا غدًا نموت". إذ أحفظ هذا الطريق الكرب الضيق، أصير مثل مسخٍ لكثيرين، أما أنت فملجأي القوي.
كن معي أيها الرب يسوع، ولتقل لي: "لا تخشَ الطريق الضيق، فأنا سرت فيه أولًا. أنا هو الطريق ذاته (يو 14: 6)؛ أنا أقودك، أقودك فيَّ، وأقودك إليَّ".
القديس أغسطينوس

هذه صرخة تخرج من قلوب الكثير من رجال الله. جاء في حبقوق: "حتى متى يا رب أدعو وأنت لا تسمع. اصرخ إليك من الظلم، وأنت لا تخلص" (حب 1: 1). وفي إرميا: "كما تنبع العين مياهها، هكذا تنبع هي شرها. ظلم وخطف يُسمع منها. أمامي دائمًا مرض وضرب" (إر 6: 7).


يَمْتَلِئُ فَمِي مِنْ تَسْبِيحِكَ،
الْيَوْمَ كُلَّهُ مِنْ مَجْدِكَ [8].
الإنسان الجاحد لا يشكر ولا يسبح ولا يفرح بعمل الله حتى في أوقات الفرج. وإن قدم الشكر لا ينبع ذلك عن أعماقه. أما في وقت المحن فيثور في داخله كما أحيانًا بكلماته ضد الله. أما أولاد الله فيجدون فرحهم وبهجة قلوبهم في تسبيحهم وشكرهم الله حتى في وسط الظلام الحالك. إنه لا ينسى مراحم الله في الماضي، ويثق في حكمة الله وسط الضيق الحاضر، ويطمئن في أن الله ينقذه ويخلصه ويمجده في حينه. إنه سيبقى يسبحه "اليوم كله"، أي الآن وإلى الأبد.
يرى القديس مار يعقوب السروجي أن الله في حبه للإنسان خلقه كائنًا موسيقيًّا متهللًا، يشارك السمائيين فرحهم به، وتسابيحهم له. يمارس على الأرض الحياة السماوية التي لا تعرف إلا الفرح الدائم. يرنم المرتل، قائلًا: "ابتهجوا أيها الصديقون بالرب، للمستقيمين ينبغي التسبيح. اعترفوا للرب بقيثارة، وبكينارة ذات عشرة أوتار رتلوا له. سبحوا له تسبيحًا جديدًا؛ ورتلوا له حسنًا بتهليلٍ" (مز 33: 1-3).
خلق الله كل كيان الإنسان ليسبحه، فيعزف التسابيح بجسده كما بنفسه، أو بلسانه كما بقلبه، أو جهارًا كما سرًا. يسبح الصديقون الرب بأجسادهم التي يقدمونها ذبيحة حيَّة مقبولة (رو 12: 1). يقول القديس أغسطينوس: [ليته لا يفكر أحد في الآلات الموسيقية التي للمسارح، فالأمر هنا يشير إلى أمور داخلية، كما قيل في موضع آخر: "فيّ يا الله أرّد لك التسبيح".]

ويقول القديس جيروم: [أجسادنا ونفوسنا هي قيثارتنا تعمل في تناغم معًا بكل أوتارها في لحن]
* يا رب لن أتوقف عن تسبيحك، حتى بعد وفاتي.
من يحيا لك وبك لا يموت؛ ولا يقوَ صمت الموت على إسكاته.
* ما هو "اليوم كله"؟ بدون انقطاٍع!
في وقت الفرح، لأنك أنت راحتي.
وفي وقت الضيق، لأنك تصحح الأمور.
قبل أن أوجد أنا، لأنك أنت هو الخالق.
وعندما وُجدت، لأنك أنت تهب الصحة.
عندما أخطئ، لأنك أنت هو الغافر.
وعندما أرجع إليك، لأنك أنت هو المعين.
عندما أثابر، لأنك أنت تكلل!
القديس أغسطينوس



لاَ تَرْفُضْنِي فِي زَمَنِ الشَّيْخُوخَةِ.
لاَ تَتْرُكْنِي عِنْدَ فَنَاءِ قُوَّتِي [9].
يتوقع داود مع شيخوخته أن يحل به الهزال الجسمي، لذا يطلب من الله ألا يفارقه وقت الشيخوخة. أما الإنسان الجاحد، فيترك حتى الذي خدمه، متى حلت به الشيخوخة أو المرض، ولم يعد قادرًا على خدمته، كما فعل الرجل العماليقي بالغلام المصري، الذي قال لداود: "قد تركني سيدي، لأني مرضت منذ ثلاثة أيام" (1 صم 30: 13).
* ما هو زمن الشيخوخة؟ عندما أضعف، لا تتركني... حتى يمكنكم أن تقولوا مع الرسول: "حينما أنا ضعيف، فحينئذٍ أنا قوي" (2 كو 12: 10).
لا تخافوا أنكم تُطردون في ذاك الضعف، في زمن الشيخوخة، لماذا؟ أليس ربكم صار ضعيفًا على الصليب؟ ألم يكن قدامه أناس أقوياء للغاية وثيران سمينة، كإنسانٍ لا قوة له، أُخذ أسيرًا وتحت ضغطة، يهزون الرؤوس قائلين: "إن كنت ابن الله، فانزل عن الصليب" (مت 27: 40) هل تُرك لأنه صار ضعيفًا، ذاك الذي فضل ألا ينزل عن الصليب، لئلا يبدو كمن يستعرض القوة، وقبل أن يخضع لشتائمهم؟ ماذا يعلمكم بعدم النزول إلا الاحتمال بصبرٍ على شتائم الناس، وأن تكونوا أقوياء بإلهكم؟ ربما في شخصه قيل: "صرت مسخًا لكثيرين، أما أنت فملجأي القوي".
القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 138 | التسبيح وقت الضيق
مزمور 56 - التسبيح لله على عطاياه
مزمور 52 - التسبيح لله
مزمور 37 - أن داود النبي وضع هذا المزمور في شيخوخته
مزمور 34 - أسباب التسبيح


الساعة الآن 05:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024