كانت مريم تفكِّر في حالتها المتضعة والفقيرة، بالرغم أنها من نسل الملك داود، لكنها كانت خاضعة لمشيئته، مُعلنة أنها أَمَته.
فقد الشيطان مركزه وطُرد من حضرة الله بسبب الكبرياء، لكن الإتضاع له تقدير عظيم عند الله، كما هو مكتوب: «إلى هذا أنظر: إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي» (إشعياء66: 2). لقد عرفت أن الطريق الذي به تصل إلى مراحم الله وتأخذ عطاياه هو الإتضاع.
ونلاحظ أنها لم تقل: إن الله نظر إلى صلواتها أو أصوامها أو عشورها أو... بل إلى إتضاعها. لذلك رفعها، والرفعة التي تتكلم عنها هي أن جميع الأجيال تطوبها.