|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإسراع في العبور... "وأسرع الشعب فعبروا، وكان لما انتهى كل الشعب من العبور أنه عبر تابوت الرب" [10-11]. يقدم لنا العلامة أوريجانوس صورة حيَّة لمفهوم العبور السريع، إذ يقول: [يبدو ليّ أن الكلمات: "وأسرع الشعب فعبروا" ليست إضافية وضعها الروح القدس بلا ضرورة، إنما يليق بنا نحن الذين نقبل إلى معمودية الخلاص ونتلقى أسرار كلمة الله ألا نسلك برخاوة أو تهاون، بل نسرع بالعمل حتى نعبر تمامًا. والعبور "تمامًا" إنما يعني تنفيذ كل الوصايا. لنسرع بالعبور خلال تتميم ما هو مكتوب: "طوبى للمساكين بالروح" (مت 5: 3)، فإذ نترك كل كبرياء ونحتضن اتضاع يسوع نستحق التطويب الموعود به. وإذ تتمم هذه الوصية لا نتوقف بل نعبر إلى بقية الوصايا مثل: "طوبى للجياع والعطاش إلى البر" (مت 5: 6)، وطوبة للحزانى (الباكين) الآن في هذا العالم... "طوبى للودعاء" (مت 5: 4)، "طوبى لصانعي السلام" (مت 5: 9). وبهذا نستحق أن نسمع أننا أولاد الله (مت 5: 9). ولنسرع بالعبور خلال فضيلة الصبر واحتمال الاضطهادات. بهذا البحث النشط والحار للبلوغ إلى كل كمال غايته نصرة الفضيلة، يتم عبور الأردن بسرعة... لكننا إذ ننتهي من هذا العبور نكون قد بلغنا مرامنا، وعندئذ يليق بنا أيضًا أن نكون في يقظة وحذر لئلا خلال الإهمال الزائد في سيرتنا نتعثر: "أما أنا فكادت تزل قدماي" (مز 73: 2). كأن النبي يقول يلزمنا ألا نكون أقل حمية في الاحتفاظ بالفضائل عنه عندما كنا نبحث عنها]. إذن لنسرع بالعبور خلال الإيمان العامل، فنحيا مجاهدين في تتميم الوصايا الإلهية، وفي الاحتفاظ بما نلناه من عطايا وفضائل من قبل الله. ففي القديم إذ تباطأ لوط وعائلته أمسك الملاكان "بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه لشفقة الرب عليه وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة. وكان لما أخرجهما إلى خارج أنه قال: أهرب لحياتك، لا تنظر إلى ورائك ولا تقف في كل الدائرة، أهرب إلى الجبل لئلا تهلك" (تك 19: 22). وبالفعل أسرع لوط وامرأته وبنتاه وهربوا، ولكن امرأة لوط لم تقدر أن تحتفظ بعطية الخلاص فبعدما أسرعت عادت بقلبها إلى الوراء فصارت عمود ملح!! يحذرنا القديس يوحنا الدرجيمن التباطؤ في العبور وعدم الإسراع، خاصة في بدء حياتنا الروحية، إذ يقول: [التباطؤ في بداية المعركة الروحية بالذات يؤكد موتنا العتيد أن يحدث، وهذا أمر مكروه وخطير. البداية الحازمة بالتأكيد تفيدنا، حتى وإن تراخينا فيما بعد. فالنفس القوية في بدايتها، عندما تتوانى تذكر حماسها السابق، الأمر الذي يدفعها إلى التقدم، وبهذا تحصل على أجنحة ]. والعجيب أن الكهنة حاملي تابوت العهد لم يخرجوا من القاع حتى يسرع كل الشعب بالعبور [11]. يا لها من أبوة حقة، فإن الراعي الصالح لا يطلب ما لنفسه بل ما للآخرين، فإن كان هو الذي يفتتح الطريق ويمهده لهم، لكنه يبقى محتملًا آخر الصفوف حتى يطمئن على أولاده جميعًا، لقد بدأ الكهنة بالعبور وختموا العبور، وكأنهم يحملون سمة سيدهم الذي وهو فوق الكل احتل آخر الصفوف ليحتضن كل البشرية، هذا الذي هو البداية والنهاية، الأول والآخر (رؤ 22: 13). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الإسراع من التوبة إلى الخدمة يطفئ الروح |
من منّا لا يتوق إلى الإسراع لنوال الفرح |
حثّ الصّوت لَعازَر على الإسراع، فأصعدته الدّعوة من التّراب |
إياك و حمى الإسراع |
فك عني الإسراع فى حياتى اليومية المنهكة |