|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجاسوسان ارتحلوا من شطيم، التي تعني "شجر السنط"، الموضع الذي حاول فيه بلعام أن يلعن شعب إسرائيل (عدد 22-24)، والذي فيه ضل الشعب وراء بنات موآب ومديان وبعل فغور (عدد 25) لينطلقوا خلال الأردن إلى أرض الموعد. ارتحلوا من اللعنة والضلال والفجور (بعل فغور) للحياة الجديدة المقدسة بالمعمودية. لكن هذه الانطلاقة احتاجت إلى وقوفهم مع يشوع ثلاثة أيام قبل عبور الأردن، وهنا ندخل في سرّ الأيام الثلاثة التي طالما تحدثنا عنها ونبقى نتحدث عنها، بكونها سرّ القيامة مع المسيح في اليوم الثالث. فلا عبور في الأردن وتمتع بإمكانيات المعمودية إلاَّ خلال الدفن مع السيد ثلاثة أيام به ومعه! يقول الرسول بولس: "أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته؟! فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة (رو 6: 3-4). ويقول: "العماد هو الصليب. ما قد حدث بالنسبة للمسيح في الصلب والدفن يصنعه العماد معنا، وإن كان ليس بذات الطريقة. لقد مات المسيح بالجسد ودفن، أما نحن فنموت عن الخطية وندفن... إن كنت تشاركه الموت والدفن، فبالأولى تشاركه القيامة والحياة ". والثلاثة أيام كما رأينا في الأصحاح الأول يشير إلى الثالوث القدوس فلا عبور في مياه المعمودية إلاَّ بعد إعلان إيماننا بالثالوث القدوس، حيث نتقبل البنوة للآب والعضوية في جسد الابن الوحيد ويقوم الروح القدس بتثبيتنا في الابن. بمعنى آخر أن المعمودية هي تمتع بعمل الثالوث القدوس في حياتنا، فبدون إيماننا به لا نفع للعماد! بعد اجتياز الثلاثة أيام أي قبول قوة القيامة المسيح وإعلان الإيمان بالثالوث القدوس اجتاز العرفاء، أي رؤساء الألوف والمئات والعشرات في وسط المحلة، وأمروا الشعب، قائلين: "عندما ترون تابوت عهد الرب إلهكم والكهنة اللاويين حاملين إياه فارتحلوا من أماكنكم وسيروا وراءه، ولكن يكون بينكم وبينه مسافة نحو ألفي ذراع بالقياس، لا تقربوا منه لكي تعرفوا الطريق الذي تسيرون فيه، لأنكم لم تعبروا هذا الطريق من قبل" [3-4]. يقول القديس أغسطينوس: [الأردن يعني "نزولهم" إذن لتنزلوا حتى ترتفعوا، ولا ترتفعوا لئلا تهبطوا ]. إن كانت المعمودية هي نزول لأجل الصعود، فإن طريقها غريب على بني البشر الذين سقطوا في الكبرياء، ولا يريدون أن ينزلوا، حتى إن أرادوا لا يقدرون. إنه طريق جديد لا بُد أن يفتتحه ذاك الذي وحده استطاع أن يتضع وهو العظيم، كلمة الله المتجسد. فعبور تابوت عهد الرب يحمله الكهنة اللاويين أمام الشعب إنما يعني افتتاح السيد المسيح طريق المعمودية بنفسه، يتقدم إليها باتضاعه فيرفعنا إلى بنوته لله. الابن صار عبدًا، لكيما في مياه المعمودية يرفع العبيد إلى البنوة لله! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الجاسوسان لدى يشوع |
الجاسوسان على الجبل |
الجاسوسان على السطح |
أرسل يشوع بن نون من شطيم رجلين جاسوسين سرًا |
آبل شطيم |