وهو أمر عجيب ومشجع في ذات الوقت. عجيب لأن المسيح استخدم البحر كفاصل طبيعي بينه وبين الناس، وأمر سمعان بطرس بالابتعاد قليلاً داخل المياه، ليستغل حركة الرياح، فيستطيع أن يوجه صوته إلى الجموع على الشاطئ بقوة، في وقت لم تكن أجهزة الصوت معروفة بعد!!
أما المشجع؛ فهو أن المسيح تعمَّد أن يُعلم الجموع من سفينة سمعان وأخيه أندراوس، بعد ليلة مريرة أثبتت فشلهم الكامل كصيادين، وبعد أن خاب رجاؤهم حتى في أنفسهم، وكأن المسيح يدربهم على مهمتهم القادمة كما قال لهم: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ» (متى ٤: ١٩).