كان داود الملك رجلاً لديه ثروة من الخبرات الحياتيَّة.
لكن كثيرًا ما جاءت عليه لحظات بدا فيها تائهًا روحيًّا ونفسيًا. ويحتوي مزمور١٤٣ على إحدى تلك اللحظات. كان قلب الملك العظيم مضَّطربًا، فقال: «أَعْيَتْ فِيَّ رُوحِي. تَحَيَّرَ فِي دَاخِلِي قَلْبِي»، وكان في ضيق، فصلى قائلاً: «بِعَدْلِكَ تُخْرِجُ مِنَ الضِّيقْ نَفْسِي». وطلبَ من الرب: «أَسْمِعْنِي رَحْمَتَكَ فِي الْغَدَاةِ، لأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ». وأفضل كثيرًا من الاعتماد على الهاتف الجوال، صرخ داود إلى الله: «عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا، لأَنِّي إِلَيْكَ رَفَعْتُ (أو سَلَّمتُ) نَفْسِي».
وإن كان الرَّجُلُ الذي حَسَبَ قَلْبِ الله، قد شعر بالّتيه والضياع، من وقت إلى آخر، فمِن المؤكد أننا نحتاجُ إلى اللجوء إلى الله لطلب التَّوجيه والإرشاد.