|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تخف، بل تكلم ولا تسكت وصل معلمنا بولس الرسول إلى كورنثوس قادمًا من أثينا (بلاد اليونان) وكان في خوف كثير، حسب قوله: "وَأَنَا كُنْتُ عِنْدَكُمْ فِي ضَعْفٍ، وَخَوْفٍ، وَرِعْدَةٍ كَثِيرَةٍ" (1كو2: 3). لقد اشتهر أهل المدينة بالغنى، وأيضًا بالخلاعة وفعل الشرور الكثيرة، مما أحزن الرسول وأدى به إلى حالة نفسية سيئة، ولكن الله الحنون لم يترك رسوله بولس لضعفه وخوفه، بل ظهر له في رؤيا بالليل، قائلًا له: "... لاَ تَخَفْ، بَلْ تَكَلَّمْ وَلاَ تَسْكُتْ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ، وَلاَ يَقَعُ بِكَ أَحَدٌ لِيُؤْذِيَكَ، لأَنَّ لِي شَعْبًا كَثِيرًا فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ" (أع18: 9- 10). إننا لا ننكر ضعف البشر حتى العظماء منهم أمثال بولس الرسول، ولكن الله عندما يكلفنا بالشهادة أو بأداء مهمة ما تخصه فهو يؤيدنا بقوة خاصة لإتمام هذه الرسالة. لقد خدم وتنبأ إرميا النبي وسط شعب قاسي معاند، لكن الرب شجعه في بداية خدمته، بقوله: "هأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ الْيَوْمَ مَدِينَةً حَصِينَةً وَعَمُودَ حَدِيدٍ وَأَسْوَارَ نُحَاسٍ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ... فَيُحَارِبُونَكَ وَلاَ يَقْدِرُونَ عَلَيْكَ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأُنْقِذَكَ" (إر1: 18- 19). مكث الرسول في كورنثوس فترة طويلة من الزمن امتدت لعام ونصف، فآمن الكثيرون من أهلها كما أعلن الرب ذلك مسبقًا للرسول، بقوله: "لي شعبًا كثيرًا". وقد هيأ الرب له عملًا مع زوجين أتقياء هما أكيلا وبريسكلا، وهيأ له أيضًا إقامة في منزل رجل تقي اسمه يُوسْتُسُ بيته ملاصق لمجمع اليهود، وأيده الرب بإيمان كريسبس رئيس مجمع اليهود، وهذا كان دافعًا قويًا لإيمان آخرين من اليهود، وعندما تجمهر اليهود المعادين، وخطفوا بولس ومضوا به إلى الوالي الروماني (غاليون) أعطى الله لبولس نعمة في عيني الوالي، فلم يهتمّ باتهامات اليهود له، ولكنه طردهم من أمامه، فلم يتمكنوا من إيذاء الرسول. القارئ العزيز... إن كان الرب معك فلن يقف أمامك أي صعاب مهما كانت ضخامتها، لقد طمأن الله زربابل الوالي بأن المقاومين له سينحلوا ويصيروا أمامه كالأرض السهلة المنبسطة، حتى وإن كانوا كالجبل الضخم، وأنه سيضع حجر أساس الهيكل وسط هتاف الشعب، قائلًا: "مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الْجَبَلُ الْعَظِيمُ؟ أَمَامَ زَرُبَّابِلَ تَصِيرُ سَهْلًا! فَيُخْرِجُ حَجَرَ الزَّاوِيَةِ بَيْنَ الْهَاتِفِينَ: كَرَامَةً، كَرَامَةً لَهُ" (زك4: 7). فاحرص يا أخي على رضا الله وتقواه، لكي يكون معك، وإن كان الله معك فلا تخف من صعاب أو مقاومين أو مشاكل. امض في طريقك لتُتمم مشيئته المقدسة الصالحة، وهو سيصنع بك عجائب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن الله تكلم في قديسيه كما تكلم في رسله وأنبيائه |
لو مش قادر تكمل قوله بس يارب قوتك في الضعف تكمل |
(أع 18: 10) لا تخف بل تكلم ولا تسكت |
( اع 18 : 9-10) لا تخف بل تكلم ولا تسكت |
لا تخف بل تكلم ولا تسكت |