|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كن مستعدًا حدد الله مهمة يوحنا المعمدان وأعلنها على فم ملاخي النبي، وهي تهيئة شعب الرب لكيما يكون مستعدًا قبل مجيئه، كقول الكتاب: "هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ" (مل4: 5- 6). إن الاستعداد صفة أساسية يتميز بها المؤمن المسيحي، وقد طالب الرب تلاميذه في ليلة آلامه بالسهر والاستعداد، بقوله: "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ" (مت 26: 41). إن الاستعداد الروحي أمر ضروري جدًا، لأن الأيام والأوقات قد تأتي بأحداث غير متوقعة، وهذه الأحداث تحتاج من الإنسان تصرف لائق حكيم مناسب، كابن لله. أما الإنسان غير المستعد فيسقط في فخ إبليس، الذي يفترس ويهلك ضحاياه. لقد حذرنا الكتاب المقدس من التراخي، لأننا لا نعلم ما تخبئه لنا الأيام، قائلًا: "مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ" (أف5: 16). إن أولاد الله لا يقلقون بخصوص ما تخفيه الأيام القادمة من أحداث مفاجئة، لأنهم يستعدون لها على الدوام، وذلك بالامتلاء من نعمة الله ومعرفته المتجددة، والتي تشددهم على الدوام. لقد مدح الرب الخمس عذارى اللائي استعددن بالاحتفاظ بزيت في أنيتهنَّ، ووصفهم بالحكيمات، كقوله: "وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ" (مت25: 4). إننا نحتاج أيضًا للاستعداد الروحي الدائم لكي نتمكن من إتمام إرادة الله الصالحة، كقوله: "وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، وَاللهُ أَبُونَا... يُعَزِّي قُلُوبَكُمْ وَيُثَبِّتُكُمْ فِي كُلِّ كَلاَمٍ وَعَمَل صَالِحٍ" (2تس2: 16- 17). وأيضًا لنتمكن من الشهادة والاعتراف الحسن بإيماننا العظيم أمام الناس سواء بالفعل أو بالقول، كقول الكتاب: "بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ" (1بط3: 15). القارئ العزيز... إن أمر الرب لتلاميذه بالاستعداد الدائم هو أمر يخصنا جميعًا، فياليتك تستعد بالسهر والصلاة. إن السهر يعني اليقظة الدائمة بمراجعة هدف حياتنا، وهو الفوز بملكوت السماوات، لئلا نفقده بالانشغال في لذات الحياة وهمومها. وأما الصلاة فهي التي تحفظ القلب ممتلئًا من نعمة روح الله القدوس، الذي يعزي ويقوي القلب، ويجعله حارًا بالروح مستعدًا لكل عمل صالح. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ان الرَّبّ في تلك اللحظة كان مستعدًا للرُّجوع |
لا تجعل فمك مستعدًا بل قلبك |
لم يكن لوط مستعدًا في يوم الحرب |
لا تجعل فمك مستعدًا بل قلبك |
يهيئ للرب شعبًا مستعدًا |