|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نعمة الله «لأنكم بالنعمة مُخلَّصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله» ( أفسس 2: 8 ) النعمة الإلهية هي رضا الله المُخَلِّص القدير الذي يُمارسه في منح البركات للذين لا يملكون أيَّة مُميزات في ذواتهم تتطلب أيَّة مكافأة. بل وهي رضا الله الظاهر في هؤلاء الذين ليسوا فقط لا يمتلكون فضائل إيجابية في ذواتهم، بل هم أيضًا مستحقون للعقاب والجحيم. إنها بالكامل عن غير استحقاق أو مكافأة. وهي لا تنجذب إطلاقًا لمَن توهَب لهم على أساس أي شيءٍ فيهم أو منهم أو مِن عملهم. لا يمكن للمخلوق أن يشتري النعمة، أو يكتسبها، أو يفوز بها. لو كانت كذلك، لمَا أصبحت نعمة. عندما يُقال إن شيئًا ما بالنعمة، فنحن نعني أنه ليس لمَن قَبِلَه أيُّ حقٍّ فيه؛ أنه لا يستحقه بأي شكل من الأشكال. إنها تأتي له من محض الإحسان، وهو لم يطلبها أو يرغب فيها أولاً. أكثر الشروحات كمالاً لنعمة الله المُذهلة نجدها في رسائل الرسول بولس. في كتاباته، نجد ”النعمة “ في تعارض مباشر مع الأعمال والاستحقاق؛ كل الأعمال والاستحقاق، من أي نوع أو درجة. هذا يتضح بشدة من رومية 11: 6 «فإن كان بالنعمة فليس بعد بالأعمال، وإلاَّ فليست النعمة بعد نعمة. وإن كان بالأعمال فليس بعد نعمة، وإلاَّ فالعمل لا يكون بعد عملاً». لا تتَّحد النعمة مع الأعمال، تمامًا كما لا يتَّحد الحمضي بالقلوي «لأنكم بالنعمة مُخلَّصون ... ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد» ( أف 2: 8 ، 9). رضا الله المُطلَق لا يتآلف أبدًا مع الاستحقاق البشري، كما أن الماء والزيت لا يتَّحِدان. هناك ثلاث صفات أساسية للنعمة الإلهية. أولاً: هي نعمة أزلية. لقد كانت النعمة في خطة الله قبل أن يُقدِّمها، وفي مشيئة الله قبل أن يمنحها «الذي خلَّصنا ودعانا دعوة مُقدَّسة، لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيَت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية» ( 2تي 1: 9 ). ثانيًا: إنها مجانية، لأن أحدًا لم يشترها «مُتبرِّرين مجانًا بنعمتهِ» ( رو 3: 24 ). ثالثًا: إنها سيادية (Sovereign). لأن الله يُقدّمها ويمنحها لمَن يُريد هو «هكذا تملك النعمة» ( رو 5: 21 ). وإن كانت النعمة ”تَـمْلك“، إذًا فهي على العرش، ومَنْ يملأ العرش هو السَيِّد. ولهذا يُوجد ”عرش النعمة“ ( عب 4: 16 ). وحيث إن النعمة هي رضا بدون استحقاق، فلا بد من أن تُقدَّم بشكل سيادي. لهذا يُعلن الله: «وأترأَّف على مَن أترأَّف، وأرحم مَن أرحم» ( خر 33: 19 ). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|