اسمح لي عايزة أشكرك ع حاجات كتير

[walaa farouk]

=اسمح لي، عايزة أشكرك ع حاجات كتير.
=مش هتسألني ع ايه!؟
-تَخرُجِك!
=فعلًا تخرُجي كان أمر غير متوقع، بس مش ده المقصود.
-وظيفتك!
=اينعم إشتغلت بسرعة بعد التخرج و شكرًا عشان ده أمر مش مُتاح للكل، لكن برضو لأ.
-ع أهلك و بيتك!؟
=هو أنا المفروض أشكر ع كُل ليل يجي علينا و مافيش واحد ناقص مش فـ سريره، لكن مش قصدي!
-ع صحابك!!
=فعلًا عندي صحاب بيحبوا لي الخير و دي ميزة مش متوافرة فـ الناس و أنا مُميزة بيها، بس برضو لأ!
-لو مش هتشكريني ع الحاجات الحلوة! هتشكريني ع ايه!!
=ع التجارب!
-التجارب!!
=اللحظات الصعبة.. الأخبار الوحشة.. الفراق!
-غريبة!
=هي غريبة فعلًا.. أنا كمان استغربت! إزاي بقول شكرًا ع كُل تجربة حصلت فـ حياتي!!
-إزاي!
=أما وعيت! أما كبرت و نضجت، أدركت قيمة الحاجات الصعبة، الوحشة اللي حصلت فـ حياتي.
-زي ايه!
=تخيل مثلًا لو ماكنش حصل لى مشاكل فـ طفولتي و مراهقتي مع أهلي..
ماكنتش هكبر و أنا فاهمة تأثيرات و عواقب الخلافات دى و قد ايه بتأثر ع شخصية الابن أو الابنة،
الخبرة و الفايدة اللي طلعت بيهم من مشاكلي مع أهلي خلتني أقرر إني أحاول
و أدرس عشان أتفادي كُل المشاكل دى مع أولادي،
و كأن اللي حصل ده حصل عشان عقلي يعرف يتعامل و يستوعب مشاكل أولادي
، هيستوعبها عشان هو جربها و داق مرارتها فـ يوم ما!
=لو ماكنتش إتخرجت بعد ست سنين فـ الكلية،
كنت هفضل طول عمري بـ طبعي الصعب
، متسرعة و مابعرفش أصبر..
طبعي كان مخليني مابذاكرش عشان ماليش خلق ع المذاكرة..
لكن بعد أول سنة سقطت فيها، إتعلمت أصبر و أتحمل!
=الصحاب الكتير اللي مريت بيهم فـ حياتي و الناس اللي غدروا بيا؛ لو ماكنتش
قابلتهم كنت هبقي لسه بسيب الناس تستغلني و قول هما كده بيحبوني!!
=لولا فُراق أي حد أتعرف عليه و أحبه كُنت هبقي لسه مش فاهمة نفسي!
-فهمتي نفسك بسبب الخذلان و الفراق!!
=فهمت نفسي لما حزنت حُزن شديد.. و تكراره عرفني ع نفسي بزيادة..
عرفني أنا عايزة ايه!! بدور فـ الناس ع أي صفة! بحب أتعامل إزاي!
و أحب حبيبي يكون إزاي و يعاملني إزاي! و ايه الصفة اللي ماستغناش عنها!!
-ماكنتيش عارفة ده!!
=ماكنتش فاهمة ان معرفة الامور دي مهمة عشان أختار إختيار صحيح.
. كنت بختار غلط عشان مش فاهمة أنا محتاجة ايه و أتمني ايه! و عايزة واحد يقدم لي و أقدر أقدم له ايه!!
-معقول تكوني مبسوطة بـ التجارب!
=علمتني!
=تعب ماما علمني أشيل مسئولية البيت و إخواتي بعد ما كان بيتقال عليا فاشلة و مستهترة!!
=حتي تعب بابا علمني إني أتحمل و أخرج أواجه و أقابل الحياة لوحدي و ده كويس لـ إني كُنت إتكالية!
-يعني مبسوطة!
=مبسوطة إني إتغيرت.. شخصيتي بقيت أحسن و أقوي و من كتر التجارب نضجت أكتر
.. أكيد ماكنتش أتمني إني أتوجع عشان أكون ناضجة أكتر لكن زي ما الحاجات الحلوة بتزرع فينا حاجات حلوة،
الحاجات الصعبة بتصنعنا و تقريبًا ده أهم عشان نقدر نعيش و نقاوم و نتحمل الحياة.
-أنا مبسوط بيكِ.
=و أنا مبسوطة بـ كُل تجربة صعبة أنتِ خططت لها عشان كان هدفك تصنع فيا حاجة جديدة.
-عايزة تقولي لي شكرًا ع ايه!!
=ع شخصيتي الجديدة، عقلي الناضج.. قلبي اللي بيتحمل
.. قراراتي اللي مابقيتش مهزوزة.. قوة إحتمالي اللي زادت.. شكرًا لـ إن كُل تجربة كان ليها هدف.
=شكرًا عشان زي ما أبدعت فـ تكوين شكلي،
أبدعت فـ تهذيب عقلي و تقويم قلبي، و ده حصل بـ التجارب..!