البعض قد يقول أن العمل الروحي هو مسئولية رجال الأكليروس على مختلف درجاتهم، ولا شأن لي بذلك.
نعم، إنما مسئولية الإكليروس. ولكن رجال الأكليروس لا يستطيعون أن يعلموا وحدهم، ولابد من تعاون الكل معهم. كما أن منهج القاء المسئولية على الغير، إنما يتجاهل المسئولية الشخصية النابعة من الحب، ومن الخوف على الناس من الهلاك. هل مسئولية الآخرين تعفيك من عمل المحبة، إن كان في مقدرتك؟!
لذلك اهتم بسلامة أخوتك. واعمل كل ما تستطيع لكي تربح نفوسًا للرب. وإياك أن تردد عبارة قايين القائل. "أحارس أنا لأخي" (تك 4: 19)...
نعم أنت حارس لأخيك. تحرسه بالحب والرعاية. تحرسه بقلبك وبلسانك، وبجهدك وبصلواتك، وبتعبك وذلك من أجله. لا تترك واحدًا من أخوتك يضل، إن كان بأمكانك أن تنقذه. لأن الله سوف يطالبنا بأنفس أخوتنا في اليوم الأخير وبخاصة الذين لم يجدوا أحدًا يقف إلى جوارهم، الذين نصلى عنهم في تحليل نصف الليل ونقول: اذكر يا رب العاجزين والمنطرحين، والذين ليس لهم أحد يذكرهم"..