الموت للمؤمن يا اخوتي لا يخيفه، لأن له رجاء في الحياة الأبدية، والموت ما هو إلاّ انتقال من العالم الشرير الى الامجاد السماوية. والاستعداد للموت عند البعض ليقوم الانسان بإتمام واجباته لأهل بيته ككتابته وصية ما. أما نحن فعلينا ان نكون مستعدين “لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ” (متى 24 : 44) فالحياة تعب وشقاء وأنين من الخطية والتجارب والمشقات والهموم. إلاّ ان للمسيحي المؤمن وطناً دائماً في السماء وهو هنا غريب بين غرباء. وان عليه ان يقبل بالرضى والصبر كل ما يضعه الله عليه من الحزن والشقاء والأمل لأن الله يقصد نفعه بذلك. فيجب ان نحتمل كل ما عينه الله من الأثقال وهموم الحياة دون تذمر وأن لا نريد الموت إلا متى اظهر الله ارادته ان نتغرب عن الجسد ونستوطن عنده في ملكوته “لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ” (رومية 14 : 7)