|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أجلسنا معه في السمَاويَّات بينما كان التلاميذ واقفين مع الرب يسوع المسيح على جبل الزيتون، ابتدأت قدماه ترتفعان عن الأرض، وأخذ في الارتفاع عنهم شيئًا فشيئًا، حتى اقترب من السحاب، ثم اختفى عنهم، لأن سحابةً حجبته عن أعينهم. لم يبك التلاميذ لأن الرب فارقهم، ولا لأنهم لن يروه فيما بعد، ولكنهم سجدوا له، ثم رجعوا فرحين، كقوله: "فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ" (لو 24: 52). فرح التلاميذ بصعود الرب بالرغم من فراقه لهم بالجسد. ولكن كيف يفرح الإنسان بسبب فراق حبيب غالي عليه؟! لقد أدرك التلاميذ أن صعود الرب يعني الجلوس في عرش العظمة، أي أن يسوع المسيح الذي عرفوه كحبيب وصديق غالٍ، هو الذي ينوب عنهم في السماء، لأنه الشفيع (الكفاري) الذي جعلهم مقبولين ومحبوبين عند الآب بدمه الثمين. لقد تغير وضع التلاميذ بعد صعود الرب يسوع المسيح من صيادين ضعفاء بسطاء مساكين إلى أغنياء بالإيمان، حكماء بالمسيح. صاروا مقبولين وأبناء لله العلي، كقول الرسول بطرس: "فَقَالَ بُطْرُسُ: لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!" (أع 3: 6). لقد سبق، وتنبأ الوحي الإلهي عن نعمة الله لكنيسته في عهد النعمة، بقوله: "... مَنْ أَنْتِ حَتَّى تَخَافِي مِنْ إِنْسَانٍ يَمُوتُ، وَمِنِ ابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يُجْعَلُ كَالْعُشْبِ؟" (إش 51: 12). لم يعد التلاميذ يشعرون بخوف المضطهدين، لأن المسيح الذي معهم أقوى من جميع أعدائهم. ولهذا اعتز آباؤنا الرسل الأطهار بالقوة العظيمة، التي نالوها في المسيح يسوع، كقول الرسول بولس: "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي" (في 4: 13). القارئ العزيز.. أتمنى أن تُدرك عظمة مركزك في الرب يسوع المسيح الجالس عن يمين العظمة، لأنك إن أدركت مقدار هذه النعمة، فإنك ستحيا، وكأنك في السماء، كقول الكتاب: "وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (أف 2: 6). وحينئذ أيضًا سترتل مع المرنم، قائلًا: "اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟" (مز 27: 1). لتحيا في فرحٍ لأنه لن يعوزك شيء، كقول المرنم أيضًا: "الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ... إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ" (مز 23: 1-6). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مخلصنا |
مخلصنا قد سار |
مخلصنا قام! |
المسيح مخلصنا |
يا مخلصنا العظيم |