|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبي وأمي قد تركاني.. أما الرب فقبلني كثرت هذه الأيام المطالبات بالتباعد الاجتماعي بسبب وباء كورونا، فقل التزاور بين الناس، ولم يعد تجمع الأقارب أو الأصدقاء بغرض التسامر أمرًا معتادًا، وإن اجتمع الناس مع بعضهم يرحبون ببعضهم البعض عن بعد بإشارات وإيماءات، ولا يسلمون على بعضهم بالأيدي. لقد أصبح الناس دائمًا حذرون يخشون مخالطة الغير. إن الكثيرين يعانون الآن من آلام الترك والحرمان النفسي ويتطلعون للألفة والود. ولكن من يشفي تلك النفوس المتألمة ويسدد احتياجاتهم النفسية؟ القارئ العزيز... إن مشاعرك يقدرها الرب يسوع المسيح الذي عانى مشاعر ترك الجميع له، أثناء آلامه، كقوله: "وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ الْخِرَافُ" (مر 14: 27). ولكن الله لا يهمل المتروكين بحسب وعده وحبه لكل نفس. إنه دائمًا يرفق بهم، يقترب منهم، ليؤنس وحدتهم، ويملأ احتياجاتهم بحسب غناه، كقوله: "فَيَمْلأُ إِلهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (في 4: 19). أعلن الله ليعقوب أب الآباء اهتمامه به، عندما كان وحيدًا خائفًا من مطاردة عيسو أخيه له. لقد أراه الله في حلمٍ سلمًا يصل السماء بالأرض، وملائكة الله صاعدة ونازلة عليه، وكلمه الرب الواقف على السلم، قائلًا له: "وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ" (تك 28: 15). ثق يا أخي، أن الله يهتم بالمتروكين وبالمنسيين من الناس، لأنه سبق ووعد ألاَّ ينسانا أبدًا. لقد طرد شاول الملك داود، وظلّ يطارده سنينًا طويلة، لكن داود اختبر أثناء هذه السنوات محبة الله، الذي قبله واحتضنه وسط البرية الموحشة، كقوله: "إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي" (مز 27: 10). وقد اعتمد داود النبي على الرب كصديقٍ وحبيبٍ، وأب يسدّ كل احتياج، ولهذا تعلق به طالبًا رضاه عليه، كقوله: "لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي. لاَ تُخَيِّبْ بِسُخْطٍ عَبْدَكَ. قَدْ كُنْتَ عَوْنِي فَلاَ تَرْفُضْنِي وَلاَ تَتْرُكْنِي يَا إِلهَ خَلاَصِي" (مز 27: 9). فهل تطلب يا أخي وجه الله في كل حين، أي حضوره واهتمامه بك... هو يسمع ويستجيب، ويَقبل مَن يُقبل إليه، كقوله: "كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا" (يو 6: 37). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 27 - "فإن أبي وأمي قد تركاني، وأما الرب فقبلني" |
أبى وأمى قد تركانى ! |
أبى وأمى قد تركانى!!! |
" أن أبى وأمى قد تركانى الرب يضمنى " |
أبى وأمى قد تركانى أما الرب فقبلنى |