|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في المخدع ستجد ما ينقصك يقضي الناس هذه الأيام أوقات طويلة في متابعة الكثير من العظات الروحية، والرسائل الصوتية والمرئية، والتي تحتوي على الكثير من الأمور البناءة، ومع هذا يشتكي البعض من عدم الشعور بالسلام والضجر، فما هو العمل؟! إن كثرة سماع العظات والبرامج الروحية أمر جيد، لكن ليس من المفيد أن يسمع الإنسان، دون أن ينتبه في نفسه ما هو غرضه من السماع أو من القراءة، لأنه لا بد من السعي لتحقيق الهدف من السماع أو من القراءة. لقد انتقد الكتاب المقدس مثل هذه الممارسات السطحية، قائلًا: "وَيَأْتُونَ إِلَيْكَ كَمَا يَأْتِي الشَّعْبُ، وَيَجْلِسُونَ أَمَامَكَ كَشَعْبِي، وَيَسْمَعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَ يَعْمَلُونَ بِهِ، لأَنَّهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُظْهِرُونَ أَشْوَاقًا وَقَلْبُهُمْ ذَاهِبٌ وَرَاءَ كَسْبِهِمْ" (حز 33: 31). إن هذا الأسلوب الخاطئ يمثل أحيانًا خداعًا للنفس، التي تقتنع داخليًا، بأنها قد أتمت واجبها نحو الله، وهي في الحقيقة مازالت منفصلة عنه، كقوله: "وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ" (يع 1: 22). إنه من الضروري أن يهدأ الإنسان بين الحين والآخر، لكي يجد الفرصة ليدخل مخدعه، ويغلق بابه ليصلي، كقول الرب يسوع: "وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ..." (مت 6: 6). ومن الضروري أيضًا تخصيص وقت كافٍ لذلك، لكي يجد الإنسان الفرصة للتوبة والاستفادة بما سمعه، أو قرأه. وهكذا يمتلأ الإنسان من روح الله، الذي يقوده، ويمنحه قوة روحية تعينه على تطبيق ما سمعه بصورة تناسبه شخصيًا. إن علاقة الإنسان بالله تتوطد من خلال الممارسات الروحية التفاعلية، وليس السماع فقط. أما من يظن أنه بكثرة معرفته العقلية، أو بكثرة تأثره عاطفيًا قادر أن يسمو روحيًا، يشبه سيدةٌ تستمتع كثيرًا بمتابعة برامج طهي الطعام، وتمدح من يقدمونها، لكنها نادرًا ما تدخل المطبخ لتعد وجبة من تلك الوجبات، وهكذا ستظل جائعة، مع أنها تفتخر بمعرفتها الكثيرة. لقد أكد الكتاب المقدس ضرورة عدم الاكتفاء بالسماع فقط، بل طالب كل أحد بالتدقيق، وفهم ما يسمعه، وأيضًا بالتعمق في حفظه في القلب، لكي يكون له تأثير فعال في سلوكه وحياته العملية، ولهذا أيضًا أمر الرب ملاك كنيسة ساردس، قائلًا: "فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ، وَاحْفَظْ وَتُبْ، فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلاَ تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ" (رؤ 3: 3). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لن ينقصك شئ |
المخدع الثابت يُنمي المخدع المتنقل |
من الذي طلب من المسيح ان يجلس ابني زبدي علي يمينه ويساره هل ام ابني زبدي ام ابني زبدي انفسهم ؟ |
أنت في غيابي ينقصك شيء |
لا يوجد شيء ينقصك |