منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 12 - 2022, 02:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,405

مُتَشامِخُ العَينِ مُنتَفِخُ القَلبِ لا أُطيقُه






مُتَشامِخُ العَينِ مُنتَفِخُ القَلبِ لا أُطيقُه


مُتَشامِخُ العَينِ مُنتَفِخُ القَلبِ لا أُطيقُه

(مزمور 5:101)



﴿وَقَد رَأَى كيفَ يَتخيّرونَ الْمقاعِدَ الأولى﴾ (لوقا 24:13). صورةٌ واقِعيّةُ نَمطيّة نَحياها ونُعاينُها دومًا في مُنَاسَبَاتِنا الاجتماعية، تُعبِّرُ عن سَعيِ السَّوادِ الأعظمِ مِن النّاسِ، بحثًا عَن تَغذيةِ كِبريائِهم وَإرضاءِ غُرورِهم، وكِلاهُما لا يَشبَعُ ولا يَقنع! حيثُ تَرى النّاسَ يَتَزاحمونَ لِأخذِ الكراماتِ والْمقامات، بعضُهم مِن بعض! وَتَرى البعضَ يَتراكَضون وراءَ إجلالٍ وإكرامٍ بَشريٍّ دُنيوي! وَهَذهِ طبيعةٌ مُتَأصِّلَةٌ في النّاسِ بشكلٍ عام، فَالأغلَبيّةُ تَتَخَيّرُ الْمَقعَدَ الأوّل، والْمَقامَ الأوّل، والْمركِزَ الأوّل، والدَّرجةَ الأولى! لِيكونَوا عَلى مَرأَى من الجميع، مُتَبَاهِينَ بِصَلَفِهِم وَخَيلائِهم، مَحفوفينَ بِمظاهرِ التَّبجيلِ والتَّعظيم.

أَيّها الأحبّة، إنّ الكُبرياءَ أُمُّ جميعِ الرّذائِل، وَأمّا التّواضِعُ فَأمُّ جَميعِ الفَضائِل! إِذْ أَنَّ الْمُتَواضِعَ يَعلَمُ مَدى حَاجتِه لله، وَاتّكالِه واعتِمادِهِ الكُلّي عَلى الله. في حين أنّ الْمُتَكبّرَ يَعتقِدُ أَنَّهُ شَمسٌ يَدورُ الأخرونَ في مَدَارِها، فَيَحيَا وكأنّهُ مَركِزُ الدُّنيا، ولا يَشْعُرُ أو حتّى يُشْعِرُ بأنّه في حَاجَةٍ لِغَيرهِ أو لله! وَإنْ كانَ مِن طائِفة "مُرتادي الكنائِس"، تَراهُ يَتَبَاهى كالفريسيّ أَمامَ الله بِأَفْضَلَيّتِهِ على غيره، وَبِسعَةِ تَقواه وإيمانِه! دونَ أن يعلمَ أنّهُ يُنافِقُ على نَفسه، قبلَ أن يُنافِقَ على الله!



تَقولُ القدّيسةُ مريم يسوعَ الْمصلوب، أنّها في واحدَةٍ مِن رُؤاها، رَأَت في السّماءِ أَربابَ جَميعِ الرّذائِل مَا عَدَا الْمُتَكبّرين، وَرَأَت في جَهنّمَ أَصحابَ جَميعِ الفَضَائِل إلّا الْمُتَواضعين! وَفي هذهِ الرّؤيةِ عِبرَةٌ بأنّه مَهَما بَلَغَت درجةُ خطيئتِك، فَأَمَامَكَ دَومًا فرصةٌ للخلاصِ، لا يُفوِّتُها سِوى الْمُتكبّر، إذ لا مكانَ لَهُ في حَضرَةِ الله، الّذي: ﴿شَتَّتَ الْمتكبّرينَ في قُلوبِهم، وَرفعَ الوضعاء﴾ (لوقا 51:1). فَمَا أَجملَ التّواضُعَ وَالْمُتَواضعين، وما أَقبَحَ الكِبرياءَ والْمُتَكبّرين.



يقولُ القدّيسُ بطرس في رسالتِه الأولى: ﴿لِأنَّ اللهَ يُكابِرُ الْمتكبّرين وَيُنعِمُ عَلَى الْمُتواضِعين. فَتواضَعوا تحتَ يدِ اللهِ القادرةِ، لِيَرفَعَكُم في حينِه﴾ (1بطرس 5:5-6). فَمَهمَا بَلَغتَ مِن دَرَجاتِ الصّلَفِ والكِبرياء، وَمَهمَا حُزتَ من الألقابِ وَالْمَناصِبِ والدَّرَجَات، وَمهما عَظُمَ شأنُكَ عندَ النّاس لِمَالِكَ وَجَاهِك، هَل تَعتقِدُ يومًا بِأنّكَ سَتَفوقُ اللهَ رِفعةً وَمكانَةً وقُدرةً، مَثَلًا؟! كلّا يا صَديقي لأنَّ: ﴿مَن ظَنَّ أنّهُ واقِفٌ، فَليحذَر السّقوط﴾ (1قورنتوس 12:10) مَن أرادَ أن يَرتفِع، فَليرتِفِع بالله، فَيَمِنُه قَويّةٌ قَديرة، لا تَتعَبُ مِن حملِكَ وَلا تَنثَني ولا تغدُرُ ولا تَخون. وَمن أرادَ السّقوطَ الْمدوّي، فَلْيَتَّخِذ رِفعتِهُ ومكانَتَهُ مِنَ النّاس، حَيثُ سَيأتي يومٌ، يُلقونَك فيهِ وَيَطرحونَكَ مُتَخلّيينَ عَنكَ، عِندَمَا لا يَبقى لَكَ عندَهم أيّةَ فَائدةٍ أو مَنفَعَة!



أَيّها الأحبّة، جَميعُنا مَدعوّون للاشتراكِ في وَليمةِ عُرسِ الحَمل. ولكن تذكَّروا بِأنّها وليمةُ أصحابِ القلوبِ الْمتواضِعَة! أولئِكَ الّذين يَتَواضعونَ تحت يدِ الله القَديرة. فالْمسيحُ خبزُ الْمتواضعين، وزادُ الوُدَعَاءِ وَالبُسطاء. أمّا الْمتكبّرونَ فلا يَستَطيعونَ قُبولَهُ بِحق! فَهم عَبَدةُ أنفسِهم، وإلهُهم كبريائُهم وَزَهوهُم وتجبّرُهم وغطرستُهم... وكلُّ هذهِ الصّفات لا يمكنُ لَها أن تَتّفِقَ مَع الْمَسيحِ الوَديعِ الْمُتَواضعِ القَلب! (متّى 29:11).



أَيّها العزيزُ، إنْ أَتَى يومٌ وَجَلستَ أو أجلَسوكَ فِيهِ على الْمَقعدِ الأوّل، فَتَذكّر أنّهُ محلٌّ للخدمةِ وَمعونةِ الآخرين. فَالْمَسؤوليّةُ رِسالَةٌ شريفة وقيمَةٌ نَبيلَة، مِن خلالِها نخدمُ النّاسَ وَنُساعِدُهم، وَبِها نَكسَبُ محبّةَ النّاسِ وَاحتِرَامَهم. أَمَّا الّذينَ يجلسونَ عَلى الْمَقاعِد الأولى، لِيُمَارِسوا سُلطةً فِرعونيّة، دُنيويّة كَانَت أَم كَنَسيّة، وَرِئاسةً تَجبُّريّة، وَسياسة تَعَسُّفيّة، فَويلٌ لهم مِن غَضبِ الْمَظلومين، وَأَيادي الْمَقهورينَ الضّارِعَة، وَمِن عَدَالةِ الله!



لا تَبحَث عَمْدًا عَن عزٍّ أَو مَنصِبٍ دُنيوي، وَلَكِن إن أتى هوَ إليكَ فاقبَله بتواضُعٍ، ذاكِرًا أنَّك بشرٌ لا إله، وأنّكَ وُضِعتَ هُناكَ لِكي تعملَ الخيرَ وتَصنَعَ البِرَّ، خادِمًا عَلَى مِثالِ الْمَسيحِ، ابنِ الإنسانِ، الّذي، وهو كَلِمَةُ الله: ﴿أَتَى لا لِيُخدَم بَل لِيخدُم وَيَفدي بِنفسِه جَماعة النّاس﴾ (متّى 28/20).
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إنَّ في القَلبِ عَتَبٌ كَبير عَلى كَثيرين
أشيَـاءُ تترَاكَـمُ فِي أعمـاقِ القَلبِ
شَيءٌ فِي القَلبِ
الغِيرةُ ؛ أجمَلُ أوجَاعِ القَلبِ ، وأصدَقُها !*
و أشيَـاءُ تترَاكَـمُ فِي أعمـاقِ القَلبِ ،


الساعة الآن 05:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024