|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«بَعْدَ كُلِّ هذَا حِينَ هَيَّأَ يُوشِيَّا الْبَيْتَ، صَعِدَ نَخُوُ مَلِكُ مِصْرَ إِلَى كَرْكَمِيشَ لِيُحَارِبَ عِنْدَ الْفُرَاتِ. فَخَرَجَ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ... وَأَصَابَ الرُّمَاةُ الْمَلِكَ يُوشِيَّا، فَقَالَ الْمَلِكُ لِعَبِيدِهِ: “انْقُلُونِي لأَنِّي جُرِحْتُ جِدًّا”. فَنَقَلَهُ عَبِيدُهُ مِنَ الْمَرْكَبَةِ وَأَرْكَبُوهُ عَلَى الْمَرْكَبَةِ الثَّانِيَةِ الَّتِي لَهُ وَسَارُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فَمَاتَ وَدُفِنَ فِي قُبُورِ آبَائِهِ» (٢أخبار٣٥: ٢٠-٢٤). يوشيا من الشخصيات اللامعة شهد عنه الكتاب بهذه الشهادة العظيمة «وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ مَلِكٌ مِثْلُهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَكُلِّ نَفْسِهِ وَكُلِّ قُوَّتِهِ حَسَبَ كُلِّ شَرِيعَةِ مُوسَى، وَبَعْدَهُ لَمْ يَقُمْ مِثْلُهُ» (٢ملوك٢٣: ٢٥). آخر ما ذكره الكتاب له من إنجازات عظيمة كان في السنة الثامنة عشر من ملكه ثم استراحت المملكة لفترة دامت ثلاث عشرة سنة لم يُذكَر خلالها أي عمل ما للرب، فترة خاوية عقيمة خلت من أي عمل روحي عظيم. ثم تأتي هذه العبارة «بعد كل هذا»! ألا تشبه هذه حالة كثيرين من الذين بدأوا بداية قوية مع الرب في شبابهم المبكر، وكانت لديهم غيرة عظيمة وأشواق مقدسة كريمة لعمل الله، بل استخدمهم الرب بالفعل وكانوا سبب بركة لكثيرين. لكن انتهى بهم الأمر مثل ديماس الذي أغواه العالم ببريقه فتعطل سعيه المبارك في خدمة الرب، وبعد كل هذا خلت حياته من إكرام سيده. أحيانًا سنوات الراحة أو النجاح المادي تأخذنا بعيدًا عن أمور الله الباقية ونتخذ طريق الإرادة العاصية والاعتداد بالذات. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|