“أه يا سيدي ما الذي يحدث في العالم هذه الأيام؟ ولماذا سمحت حكمتك لهذا الفيروس ليصيب ويقتل مئات الألوف؛ لقد توقفت الحياة، فالشلل تام، المطارات أغلقت، والسياحة توقفت، الجامعات والمدارس تعطلت، الناس في فزع وذعر. وأنا يا رب الحقيقة كأني «مبنج» أو مُغيَّب، لا أعبأ بالمصائب حولي. أنا يا رب مثل يونان النائم في جوف السفينة، والناس على سطحها خائفون مضطربون وألهتهم يصرخون، فالبحر هائج والريح عاصف”.
بعدها سألت نفسي: «بِسَبَبِ مَنْ هذِهِ الْمُصِيبَةُ عَلَيْنَا؟» (يونان١: ٨). وعلى الفور أجبت: “بكل تأكيد بسببي أنا”. وفتشت في نفسي، في نور محضر الله الكاشف والفاحص، وأوقفت نفسي أمامي، كما يقف التلميذ أمام أستاذه، أو المتهم أمام قاضيه، وفحصتها لعلي أجد فيها شيئًا صالحًا. وسألتها: “أخبار القداسة عندك؟ تاخدي كام في مادة القداسة؟” وبدون أدنى مواربة أجبت: ”صفرًا”. “ومادة الأمانة؟” وبحزن قلت: “صفرًا”. والصدق: صفرًا، والحب صفرًا، وأمام هذه وغيرها كثرت وتعددت الأصفار. فانسحق قلبي، وانكسرت روحي، واتضعت نفسي ودنتها.