|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعذار موسى الأربعة وقراره الغريب ١. «مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟»، إنه الشعور بالدونية وصغر النفس وعدم المقدرة. ومن يشفي هذا، ويعالج هذا التصدع؟ إنه الرب وليس سواه. فقال الرب: «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ». ألا يكفي أن يكون الرب برفقتك يا موسى؟ ٢. عاد موسى ليختلق عذرًا جديدًا؛ أن إخوته لن يقبلوا دعوته فهم لا يعلمون من أرسله «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟». إنه الشك في أوضح صوره ومحاولة التملُّص من المهمة. لكن يعود الرب مترفقًا بعبده معطيًا إجابات شافية عن سؤاله الثاني «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ. وَقَالَ: هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». ٣. مجدَّدًا موسى يختلق الأعذار(خروج٤). «وَلكِنْ هَا هُمْ لاَ يُصَدِّقُونَنِي وَلاَ يَسْمَعُونَ لِقَوْلِي، بَلْ يَقُولُونَ: لَمْ يَظْهَرْ لَكَ الرَّبُّ». وهنا يفترض جدلاً أن شعبه لن يصدقه وسوف يشككون في دعوته. ويعود الرب فيصنع تأكيدًا لموسى الخائف «فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: مَا هذِهِ فِي يَدِكَ؟ فَقَالَ: عَصًا». وطال حبل الصبر إلى أكثر مما يتوقع موسى. وبذل الرب كل الجهد لإقناعه. ٤. لكن موسى المتشكك الخائف يصف حاله بأنه غير كفء لهذه المهمة وكأن الله أخطأ التقدير في اختياره هذا. «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ، وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ، بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ». ويعود السيد طويل الروح كثير الرحمة إلى معالجة عبده المختار قائلاً «مَنْ صَنَعَ لِلإِنْسَانِ فَمًا؟ أَوْ مَنْ يَصْنَعُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيرًا أَوْ أَعْمَى؟ أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ؟ فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ». يا له من سيد مترفق حكيم يداوي الشكوك بروح الحب والحنو. لكن ما لبث أن أغلق موسى كل السبل وأعلن قراره الأخير رسميًا؛ الاعتذار عن المهمة، بل الهروب منها خوفًا «فَقَالَ: اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَرْسِلْ بِيَدِ مَنْ تُرْسِلُ». يا له من موقف محزن من رجل كموسى قارب الثمانون سنة ورأى مجد الرب في العليقة وتكلف بمهام جليلة من الرب! أليس هذا حال الكثيرين منا عندما نتصامم أو نختلق الأعذار في مهام يكلفنا بها روح الله القدوس. ليحفظنا الرب. هنا «حَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى مُوسَى»، فقد أتى صبر الرب إلى منتهاه. لكن هل يفشل الله فيما قرره؟ حاشا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|