لقد تمّ سرّ عظيم بين الله وبيني. استقرّت الشجاعة والقوّة في نفسي. في نهاية كل عبادة كنت أخرج وأجابه بهدوء كل شيء كان يخيفني سابقاً.
ولمّا وصلتُ إلى الممشى كان بانتظاري بعض الآلام والتحقير، على يد شخص ما. تقبّلتها بطاعة بالغة السموّ والتصقت قريبة بقلب يسوع الكلّي قداسة. ليعلم إنني مستعدةً أن أقوم بما نذرت له نفسي.
يبدو كأن الألم ينبع من الأرض، حتى تعجّبت الأم مرغريت عينها. بينما تتعلّق أمور عديدة بالآخرين فهي تمرّ دون أن يلحظها أحد، لأنها لم تكن بالواقع تستحق الانتباه؛ لكن فيما يتعلّق بي يُلاحَظ كل شيء وتُحلّل كل كلمة وتراقب كل خطوة. قالت لي إحدى الأخوات: «تحضّري يا أختي أن تتقبّلي صليباً صغيراً على يَديَّ الأم الرئيسة. إنني أشفق عليك». غير أنني فرحت بذلك من أعماق نفسي وكنت مستعدّة له منذ زمن طويل. تعجّبتْ لمّا رأت شجاعتي. أرى الآن أن النفس لا يمكنها أن تحقّق الكثير وحدها ولكن مع الله، تستطيع نعمة الله أن تفعل.
قليلة هي النفوس التي تنتظر دائماً نعمة الله وأقلّ منها النفوس التي تتبع الإلهامات الداخلية.