أنه قد كتب عن أحد الشبان أنه اذ ورث عن والديه أموالاً غنيةً جداً، فهو شرع يبددها في اللعب والمسكرات والولائم والرذائل والبذخ مع أصحابه. حتى أنه نفذ منه كل شيءٍ كان له، ولكن كان يحفظ ذاته بتولاً غير مدنسٍ بفعلٍ ضد العفة. فلما رآه عمه حاصلاً في الفقر لأجل ما تقدم ذكره، قد حرضه على أن يتلو كل يومٍ قسماً من مسبحة الوردية، موعداً إياه بأنه اذا واظب على ذلك، فهو كان مزمعاً أن يهتم في أن يزوجه زيجةً شريفةً. فالشاب قبل المشورة ومارسها بالعمل وأصلح سيرته، وكذلك عمه أكمل وعده في أمر الزيجة. فلما بلغت ليلة العرس، فالشاب أنفرد عن الناس ليصلي قسم الوردية كعادته، فعند نهاية صلاته، ظهرت له والدة الإله قائلةً:" أني أريد الآن أن أعطيك المكافأة الواجبة عما كرمتني به، فأنا لا أريد أنك تخسر بتوليتك بالزواج، ولذلك بعد ثلاثة أيامٍ أنت تموت وتأتي عندي في الفردوس السماوي". وهكذا صار لأنه حالاً قد أعترت الحمى هذا الشاب، الذي هو أخبر بالرؤيا. وفي اليوم الثالث رقد بالرب مملؤاً من السرور والتعزية.*