|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداسة البابا تواضروس الثانى مفهوم الاتحاد الزيجي الاتحاد الاجتماعي تكلمت معكم في المرات السابقة تحت عنوان "اسرتي مقدسة"، ونحاول الإجابة على السؤال: كيف نبني أسرة مقدسة؟ وقلنا أن هناك خمسة ابعاد اساسية: تكلمنا عن البعد الفكري أو العقلي، والبعد العاطفي أو القلبي، والبعد الروحي أو الايماني، واليوم نتكلم عن البعد الاجتماعي أو النفسي حين تتكون أسرة، فهي تعيش في مجتمع في بلد في مدينة، وتُكتب في سجلات الدولة أن فلانًا تزوج فلانة يوم كذا في بلد كذا وهو ما نسميه "التوثيق"، ويتم داخل الكنيسة من خلال سر الزيجة المقدس وأيضًا من خلال عقد الزواج الذي نوقع عليه، ويصبح هو العقد الرسمي. الخطبة لها محضر، أما الزواج فله عقد. أريد أن أضع امامكم عدة اساسيات للبعد الاجتماعي: (1) كل انسان له شخصية مستقلة: كلا الرجل والمرأة لهما شخصية، هو عالم صغير وكذلك هي. يجب أن يعرف كلاكما أن الشخصية لا يمكن أن تتغير، لكن يمكن أن تتطور. (2) الشخصية تتكون من عوامل كثيرة: هذه العوامل تختلف من شخص لآخر، هناك البيئة التي نشا فيها، التربية في المنزل سواء من الأسرة الصغيرة أو الأسرة الكبيرة، الجينات العوامل الوراثية والتي لها دور كبير جدًا في حياة الإنسان، كذلك الثقافة، الظروف الحياتية والمادية لكل أسرة، مستوى ونوعية التعليم، مستوى إشباع الاحتياجات لأن الوفرة تربّي والحرمان أيضًا يربّي، الحالة الصحية، ماضي الشخص وحاضره... الخلاصة أن الشخصية تتكون من عوامل كثيرة، وطبيعي أن يكون بين الخطيبين اختلافات، لذا لا بد من حساب الأمر جيدًا. (3) مكانة الخطيب أو الخطيبة في أسرتيهما: هل هي بنت وحيدة؟ هل لها إخوة ذكور؟ هل هي كبرى إخوتها أو ضغراهم؟ ومثل هذا الكلام يُقال عن الرجل أيضًا. مكانة الشخص في الأسرة تجعل التربية تختلف، والتعليم، وأحيانًا في الظروف الصحية.عند الخطبة يبدأ الخطيبان في التعامل مع المجتمع بهذه الحيثية، ويجب الانتباه لما يلي: (1) ألّا يجهل أحد الخطيبين قدسية الزواج: بل تكون نظرتهما للزواج نظرة مقدسة. الإعلام لا يقدم صورة حقيقية أو صورة نقية عن الزواج، فلا بد أن تكون عندكم نظرة لقدسية الزواج وإلّا كيف ستبنون أسرة مقدسة؟ (2) نحن نؤمن بشريعة الزوجة الواحدة: لقد ارتبط كلٌّ منكما بالآخر لنهاية عمره، لهذا قرار الزواج قرار خطير، ويسمّي كلاكما الآخر: "شريك الحياة". (3) خطية الزنا تدمر الزواج: فكونوا في منتهى الحرص لكي تحموا أنفسكم من السقوط في هذه الخطية التي تدمر الزواج. لا بد أن عند الخطيب والخطيبة عفة في الحواس والأفكار، لا تسمحا للفظ خارج أو غير لاسق أن يخرج من أفواهكما. احفظوا حواسكم نقية عفيفة. ويجب على الرجل أن تكون نظرته للمرأة وقورة، يظهر في سلوكه وتصرفاته أنه يحترم المرأة، بل أن العفاف يعطيك أن تنظر حتى إلى الجنس بنظرة قدسية. (4) الارتباط الدائم بالكنيسة: الدورات التي تعملها الكنيسة تعطيك فرصة لتكون مرتبطًا بالكنيسة باستمرار. ابتعدوا عن حالات الفتور، شجعوا بعضكما على حضور القداسات والاجتماعات، فكل منكما حارس للآخر. ومن الأمور المهمة جدًا في فترة هي علاقة الخطبيبن بالإنجيل، فالإنجيل هو الذي يبنينا، ومن أجمل التداريب لكل المخطوبين قراءة سفر الأمثال معًا ليتعلموا منه كيفية التعامل مع الحياة وماهية الحياة. (5) البعد عن النمط الاستهلاكي: ابتعدوا عن التبذير وعن البخل، أما الطريق الوسطى فهي التدبير. كونوا معتدلين. وإياكم الارتباط بشخص كسول، لأن الرخاوة لا تمسك صيدًا. لا تستقوا المبادئ والقيم للأسرة السعيدة من الإعلام والدراما، اخذروا أن يشكّل الإعلام وعيكم. احذروا مفاهيم السحر واللجوء إلى أعمال الشيطان، بل تمسكوا بالله. ابتعدوا عن الإدمان بكل صوره وأشكاله، لا تستسهلوا الأمور الصغيرة, تذكروا قول الكتاب: «اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ، وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرّ حُلْوٌ» (أم27: 7). انتبهوا لأن الإدمان أحد أسباب بطلان الزواج إذا ثبت أن أحد الخطيبين كان مدمنًا قبل الزواج. كذلك هناك قائمة بالموضوعات التي يجب أن تراعوها في النواحي الاجتماعية: أ- التواريخ المهمة عند شريك حياتك، ومراعاة الوقت الذي يقضيه الخطيبان مع بعضهما البعض. ب- المال، التدبير حلو، كونوا معتدلين في كل شيء، واحذروا البخل. ج- المظهر اللائق في المجتمع، ولائق للطرف الآخر، كونوا وقورين في ملابسكم، والكلام للشباب كما للشابات. د- العمل: لا تجعلوا أحاديث العمل تأخذ كل وقتكما. ه- المشاركة بين الخطيبين حتى لو في شيء بسيط تجعل كلًّا منهما يخرج عن أنانيته. و- المكالمات تكون وقورة، تبادلا فيها الحب والكلمات الطيبة. ز- الصور: ما أسهل التقاط الصور الآن، انتبهوا أن تكون صوركم حسنة، وأنصحكم نصيحة مخلصة: لا تنشروا صوركم وأنتم مخطوبان على النت. ما الفائدة من نشرها؟ كما أن هناك من يتلاعبون بصوركم. ح- كونوا حريصين في المجاملات، ولتكن المجاملة عاقلة وبمشاركة الخطيبين. ط- ضعا حدود جيدة ومحترمة بينكما ي- في الزيارات هنزور ليكن قلبكما منفتحًا تجاه أسرة الآخر، واعملا ما يسر أحدكما الآخر. ك- الصداقة تقوّي كل علاقة، وكلا الخطيبين يجب أن يكونا أصدقاء. الصداقة هي قمة العلاقات الإنسانية غير الرسمية (البشر عندهم نوعين من العلاقات: علاقة غير رسمية، وعلاقة رسمية تُكتب في ورق). الصداقة والزواج متماثلان، الفرق أن الصدافة ليس بها البعد الجنسي. لو كنتم أصدقاء وبقيتم أصدقاء طول عمركما، يسكون زواجكما ناجحًا. في فترة الخطوبة اسعيا لتقوية الصداقة بينكما.ربنا يحفظكم وتبنوا بيوتًا مقدسة، ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين. قداسة البابا تواضروس الثانى |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|