"في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقًا، قائلًا: لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات" [18].
إذ كشف الله لإبرام علامة الخلاص لكل الأمم، خلال سُبات الرب قبيل الغروب عند ملء الزمان، وحوّل له الظلمة إلى تنور دخان (إشارة إلى حرق الذبيحة) ومصباح نور يجوز وسط شعبه، أكد له الوعد أنه يهب نسله الأرض. وكأنه يؤكد له أن كل ما يتمتع به إبرام من لقاءات مع الله ورؤى وإعلانات إنما من أجل تمتع أولاده بالميراث الروحي في المسيح يسوع مخلص العالم.
هذا الميثاق يحمل جانبين متكاملين: تمتع أولاد إبراهيم بالأرض وطرد الأمم الوثنية منها، وقد حددهم بعشر أمم [19].
يرى الأب سرابيون أن هذه الأمم المطرودة تشير إلى الخطايا الثمانية العظمى التي تنعم بالنصرة عليها: النهم، الزنى، محبة المال، الغضب، الغم، الفتور الروحي، حب الظهور، الكبرياء، مضافًا إليها عبادة الأوثان والتجديف.