تشير عبارة "الثبات" في الأصل اليوناني ὑπομονή (معناها الصبرِ والمثابرةِ، المقاومة والثقة) إلى الصبر والاحتمال إلى اقصى الحدود في الإيمان حتى النهاية على وجه علني ورسمي، كما أوضح يسوع في موضع آخر "الَّذي يَثبُتُ إلى النِّهايَةِ فذاكَ الَّذي يَخلُص"(متى 24: 13)؛ وهذا الصبر ضرورة، بخاصّة وقت الألمِ والتجربةِ، وفي اللحظات التي نميلُ فيها نحو اليأس، وعندما تستهوينا إغراءات العالم، وعندما نكون مُضَّطهدين من داخل عائلاتنا وكنيستنا وخارجها.
وهذا الثبات في نظر يسوع شهادة لدى جميع الأمم كما أعلن يسوع "ستُعلَنُ بِشارَةُ المَلكوتِ هَذه في المَعمورِ كُلِّه شَهادَةً لَدى الوَثَنِيِّينَ أَجمَعين، وحينَئِذٍ تَأتي النِّهاية" (متى 24: 14)؛ فالثبات يشهد أن دينونة الله قد بدأت عَبر مِحن الأزمنة الأخيرة. ونتيجة لذلك يتوجب على التلاميذ أن يثبوا في الشدائد؛
ويُعلق البابا غريغوريوس الكبير "وضع اقتناء النفس في فضيلة الصبر، لأن الصبر هو أصل كل الفضائل والحامي لها. الصبر هو احتمال الشرور التي تسقط علينا من الآخرين بهدوء دون أن نحمل مشاعر سخط ضد من يُسقطها علينا".