ما أشد قسوة الخِذلان ولا سيما عندما يأتي من أحباؤنا المُقربين لقلوبنا، الذين نتوقع منهم التشجيع، والمؤازرة، والصدمة الشديدة عندما نجد عكس ذلك ويحدث ما لم يكن في الحُسبان على الإطلاق، عندما تهوي توقعاتنا إلى الأعماق ونختبر خيبة أمل تُضني القلب والجسد، وعلى قدر عُمق العلاقة يكون الجرح أعمق.
لم يكن داود فقط الذي تعرض للخِذلان وخيبة الأمل، لكن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح تعرّض - عندما كان بالجسد على الأرض - للخذلان من أقرب الأشخاص لقلبه، فبطرس أنكره ثلاث مرات، وتوما شك في قيامته، ويهوذا الذي خانه. وأنت يا عزيزي القارئ ربما قد تكون تعرضت للخذلان وخيبة الأمل من البشر، مثلي، وما أشد آلامه. فقد تكون تعرضت للخذلان وخيبة الأمل من صديق أو صديقة، أخ أو أخت، أب أو أم، خادم أو خادمة، قد تستغرب هل ممكن أن يكون خادم سببًا في الخذلان؛ نعم فهو بشر ومُعّرَّض للضعف.