|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله عندما وصف داود بن يسى بأنه «رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي». لقد أمال الله أذنه ووضعها على صدر داود؛ فسمع نبضات تتماشى مع نبضاته، فقال عنه: إنه يصنع كل مشيئته، وأنه يخدم جيله بمشورة الله، وأنه يرعى شعبه إسرائيل بكمال قلبه. ثم يأتي التقرير بنهاية حياة داود: «وَأُمُورُ دَاوُدَ الْمَلِكِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ هِيَ مَكْتُوبَةٌ... مَعَ كُلِّ مُلْكِهِ وَجَبَرُوتِهِ وَالأَوْقَاتِ الَّتِي عَبَرَتْ عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى كُلِّ مَمَالِكِ الأُرُوضِ» (١أخبار٢٩: ٢٩، ٣٠). «وَأُمُورُ دَاوُدَ الْمَلِكِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ»، يقصد بها ماذا فعل داود وكيف أثَّر فيمن حوله وفيما حوله. «وَالأَوْقَاتِ الَّتِي عَبَرَتْ عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْرَائِيلَ»، أي الأحداث المحيطة التي حدثت له وكيف أثرّت تلك الأحداث فيه. هذه وتلك، كانت هي خُلاصة حياة داود التي كُتبت وسُجلت في السماء، وكذا سُجلت وبقيت على الأرض لنقرأها ونتعلم منها، فالأحداث المحيطة فقط لا تصنع قصة حياة، إنما ردود أفعالنا تجاه كل حدث منها هو ما يصنع الحياة! وبالطبع كلنا نعرف كيف سارت أحداث حياة داود، والأوقات التي عبرت عليه. وكيف عبَر هو بها في أسفار صموئيل والملوك والأخبار، وأيضًا كيف عبَّر عنها في مزاميره. فمن سن ١٦ إلى ٢٠ سنة، كان وحيدًا يرعى غنيمات أبيه القليلة فى البرية، ومُسح تقريبًا في سن ١٦ سنة، وقتل الأسد والدب في سن ١٧ سنة، وقتل جليات في سن ٢٠ سنة. وظل مجهولًا طوال هذه السنوات، لكنه كان ينمّي شركته وعلاقته مع الله، العلاقة التي تنمو وتترعرع كجذور النباتات بعيدًا عن الأعين. ثم من سن ٢٠ إلى ٣٠ سنة كان منفيًا ومُطاردًا من شاول، وأخيرًا من سن ٣٠ إلى٧٠ صار ملكًا على العرش. وفي كل هذا يأتي تقرير الله عنه: «لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ» (١ملوك١٥: ٥). لكن ترى فيما أخفق سائر ملوك يهوذا فلم يصلوا للقياس الذي أراده الله لهم أن يصلوا إليه؟ هذا ما سنتتبعه من خلال مقارنة حياة داود بغيره من الملوك في الأعداد القادمة بنعمة الرب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|