|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد أخبر ديوتالوس في عظته على الأحد الأول من الصوم الكبير، بأنه كانت في مدينة روميه أمرأةٌ دنسة السيرة أسمها كاترينا الجميلة. فهذه اذ سمعت يوماً ما القديس عبد الأحد متكلماً في وعظه عن عبادة المسبحة الوردية المقدسة، قد أكتتبت هي مشتركةً فيما بين أخوات هذه الشركة. وأبتدأت أن تتلو الوردية، ولكن من دون أن تترك أفعالها الدنسة، فليلةً ما قد جاء إليها شابٌ ما كان يظهر عليه أنه شريف الأصل جداً، فهي أقتبلته بكل كرامةٍ، واذ جلس معها على مائدة العشاء وأخذ يكسر الخبز، فشاهدت هي متساقطةً من يديه على المائدة نقطٌ كثيرة من الدم. كما أنها لاحظت أن جميع الأشياء التي هو كان يأكل منها وجدت مصبوغةً بالدم. فحينئذٍ هي سألته ماذا كان ذاك الدم، فأجابها الشاب، بأن الإنسان المسيحي يلزمه أن لا يأكل شيئاً من القوت الا أن يكون مخضباً بدم المسيح، ومملحاً بتذكرة آلامه تعالى المقدسة، فلما أنذهلت هي من هذا الجواب، قد طلبت إليه أن يعرفها عن ذاته من كان هو، فأجابها قائلاً: أني سأعرفكِ من أنا فيما بعد: ففي نهاية العشاء قد ذهبت هي وإياه الى محلٍ آخر من بيتها، الا أنها عندما كانت معه هناك قد شاهدته تغير عن حاله الأولى، وظهر مكللاً على هامته بأكليل من شوكٍ، ولحمانه كلها مهشمةٌ تسيل منها الدماء. ووقتئذٍ قال هو لها:" أتريدين أن تفهمي من هو أنا، أما تعرفيني، فأنا هو مخلصكِ، فاذاً يا كاترينا متى تنهي إهاناتكِ إياي، فأنظري وتأملي كم أنا أحتملت من الآلام لأجلكِ، يكفي ما قد أحزنتيني به، وجددتِ آلامي لحد الآن، فكفي عن ذلك وغيري سيرتكِ". فكاترينا عند سماعها هذا الخطاب بدأت تبكي بمرارةٍ وشهيقٍ، أما يسوع فأخذ يشجعها قائلاً: فاذاً الآن أحببيني بمقدار ما أغظتيني، وأعلمي أنكِ قد فزتِ مني بهذه النعمة لأجل تلاوتكِ وردية أمي:. وهكذا غاب عنها. فكاترينا مضت في الصباح التالي لتعترف بخطاياها عند القديس عبد الأحد عينه، وبعد أعترافها قد وزعت على الفقراء جميع ما كان لها، وأخذت تستسير سيرةً بهذا المقدار مقدسةً، حتى أنها بلغت الى درجاتٍ ساميةٍ من الكمال المسيحي. وقد ظهرت لها والدة الإله مراتٍ كثيرةً، بل أن مخلصنا يسوع المسيح نفسه قد أوحى للقديس عبد الأحد، بأن هذه التائبة قد أضحت لديه عزيزةً محبوبةً في الغاية.* |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|