|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لكن ترى هل كان ابنه أبيّا أفضل حالا منه؟ يُسطّر الروح القدس هذه العبارة كختام لحياته: «وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَبِيَّا وَطُرُقُهُ وَأَقْوَالُهُ مَكْتُوبَةٌ…» (٢أخبار١٣: ٢٢) وبالأسف ما أبعد ما كانته طرق أبيَّا عن أقواله! لقد انطبق عليه القول: «الصَّوْتُ صَوْت يَعْقُوبَ، وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو»! (تكوين٢٧: ٢٢). فلقد جاء التقرير عن أبيَّا الملك بأنه: «وَسَارَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا قَبْلَهُ، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ» (١ملوك١٥: ٣). وهو نفس ما قيل عن جده سليمان الذي عاش بقلب منقسم (١الملوك١١: ٤)! فما باله يقول كلامًا كبيرًا ويرفع شعاراتٍ رنانة (٢أخبار١٣)! تُحكَى قصة أبيا الملك كاملة في أقل من ثمانية أعداد (١ملوك١٥)، بينما يُلقي هو خطابه في ثمانية أعداد أيضًا (٢أخبار١٣)! وفيها يقول: «وَأَمَّا نَحْنُ فَالرَّبُّ هُوَ إِلهُنَا، وَلَمْ نَتْرُكْهُ... وَأَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ تَرَكْتُمُوهُ»، متجاهلاً تقرير الله نفسه عنهم: «أَنْتُمْ تَرَكْتُمُونِي وَأَنَا أَيْضًا تَرَكْتُكُمْ». ويقول أيضًا: «لأَنَّنَا نَحْنُ حَارِسُونَ حِرَاسَةَ الرَّبِّ إِلهِنَا»، بينما لم يحرس هو قلبه! ولكن أبشع ما في الأمر هو اندماج أبيّا جدًا في دوره، للدرجة التي فيها ابتدأ يتكلم عن أبيه ويشخّص حالة قلبه، بينما تقرير الله عن أبيّا أنه سَارَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا قَبْلَهُ! ترى كم مرة أشرنا إلى عيوب الآخرين ونجحنا في تشخيص حالتهم بدقة بارعة بينما لم نكتشف ذات العيوب في أنفسنا! لم يكن أبيّا من ذوي الأصالة، بل اختلفت طرقه عن أقواله. وآآآه كم تمتلئ حياتنا كلامًا، كم تفتقر للقوة تمامًا! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مشابهًا لصورة ابنه وهذا أفضل خير لك |
لا تدع من يأتي إليك يرحل دون ان يكون أفضل حالا |
يالا اختار معانا أفضل موضوع ★ الميلاد المجيد ★ |
أبيّا |
أبيّا/ أبيام |