طبعًا لسنا نقول إن هذه هي طريقة الله دائمًا. كلا. لقد جاءت كلمة الله إلى ملوك مثل سليمان وحزقيا، وجاءت إلى أنبياء مثل صموئيل وإشعياء، لكنها أيضًا جاءت إلى راعي غنم مثل داود، وإلى صياد سمك مثل بطرس، وإلى رجل نذير في برية مثل يوحنا المعمدان. وفي أيامنا الحاضرة قد يطغي العالم بتياراته المادية الجارفة وقد تتضاءل وتنكمش وسائط النعمة، لكن كلمة الله وحدها المكتوبة بحبر وورق قد تعمل عملها بدون واسطة أو بوسائط ضعيفة أو قوية على السواء. إنها تقصد دائمًا القلوب المنزوية في ركن الصلاة، المنحنية انتظارًا لوابـل من البركات، الملتهبة غيرة على رجوع نفوس الضالين. وليس شرطًا أن تكون هذه الأواني من بين الحكماء والأقوياء والأغنياء، بل كثيرًا ما تكون من بين جهّال العالم والضعفاء والفقراء ( 1كو 1: 27 -29).