|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خطة الله وتوقيته فأرسل ودعا جميع سحرة مصر وجميع حُكمائها، وقصَّ عليهم فرعون حُلمه، فلم يكن مَن يعبِّره لفرعون ( تك 41: 8 ) إن خطة الله لا بد أن تتم في توقيت الله، وبآلات الله، وبطرق الله. ربما تطلَّع يوسف وهو في بيت السجن في أرض مصر إلى أن يُطلق سراحه فور أن استعاد ساقي فرعون مركزه في القصر الملكي، ولكن كان لا بد أن تمضي سنتان قبل أن يأتي الوقت المُعيَّن من الله ( تك 40: 14 ، 23؛ 41: 1). وإذ جاء الوقت المُعيَّن، كانت الآلة الأخيرة التي سوف يستخدمها الله جاهزة ومستعدة لكي تكمِّل العمل الذي كان سيؤدي إلى رِفعة يوسف ومجده. لقد استخدم الله رئيس شرط الملك، رئيس سجن الملك، وساقي الملك، والآن جاء الوقت ليستخدم الملك نفسه. علاوة على ذلك، كان يجب أن يتم كل هذا بطريقة الله. لقد كانت هذه الطريقة «حلم ... رؤيا الليل» به أزعج الله نفس الملك، ثم أوقظ ذاكرة ساقي الملك» (ع8، 9). إن غرور فهم الإنسان الطبيعي يعميه عن أبسط الحقائق: أن إعلانات الله لا يمكن تفسيرها إلا عن طريق الله نفسه، ولذلك فقد أبطل الله حكمة الحكماء وفهم الفهماء (ع8)، واستخدم الرجل الذي ادخره لهذا اليوم «رجلٌ فيه روح الله» (ع38). ولكن رجل الله غالبًا ما لا تكون له قيمة كبيرة في نظر العالم؛ فالرجل المُعيَّن لكي يكون له سلطان، لم يكن لبشر قبله أو بعده، نراه لبرهة من الزمن مطروحًا في السجن ومعدودًا بين «أدنياء العالم والمُزدرى وغير الموجود» على أنه كان هو المُختار من الله لكي «يُخزي الأقوياء ... ليُبطل الموجود» ( 1كو 1: 27 ، 28). وهكذا أُحضر يوسف من السجن إلى حضرة فرعون. فقال له الملك، متكلمًا كإنسان طبيعي: «أنا سمعت عنك قولاً إنك تسمع أحلامًا لتُعبِّرها». فأجابه يوسف في الحال قائلاً: «ليس لي»، فلم يكن ليوسف في ذاته شيء أكثر من حكماء مصر. لقد تعلَّم هؤلاء الحكماء كل حكمة المصريين واحتلوا أعلى المناصب في البلاط الملكي، وفي المقابل لم يكن يوسف إلا «غلامًا عبرانيًا عبدًا لرئيس الشرط»، وكان في السجن، ولكنه فاق الكل حكمة لأن الله كان معه. واستطاع أن يقف بشجاعة أمام الملك، وبثقة تامة قال له: «الله يُجيب بسلامة فرعون». إنه لم يَقُل: ”إن الله يستطيع أن يُجيب على فرعون“، مع أن ذلك صحيح، ولكن الإيمان يتعدى ما يمكن أن يفعله الله، ويقرر بثبات أن الله سوف يعمل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|