|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلا يُمكِنُ بَعدَ ذلك أَن يَموتوا، لِأَنَّهُم أَمثالُ المَلائِكَة، وهُم أبناءُ اللهِ لِكَونِهِم أَبناءَ القِيامَة. " أَبناءَ القِيامَة " فتشير إلى ورثة العالم الجديد والحياة في الآخرة كما صرَّح يسوع "بَعدَ قَليلٍ لَن يَراني العالَم. أَمَّا أَنتُم فسَتَرونَني لِأَنِّي حَيٌّ ولأنَّكُم أَنتُم أَيضاً سَتَحيَون" (يوحنا 14: 19) ويؤكِّد بولس الرسول هذه الحقيقة بقوله "أَمَّا ونَحنُ نُؤمِنُ بِأَنَّ يَسوعَ قد ماتَ ثُمَّ قام، فكَذلِك سيَنقُلُ اللهُ بِيَسوعَ ومعَه أُولَئِك الَّذينَ ماتوا" (1 تسالونيقي 4: 14). عندئذ نأخذ في يوم القِيامَة أجسادًا ليست عرضة للموت كما صرّح بولس الرسول "يَكونُ زَرْعُ الجِسْمِ بِفَساد والقِيامَة بِغَيرِ فَساد. يَكونُ زَرْعُ الجِسْمِ بِهَوان والقِيامَة بِمَجْد. يَكونُ زَرْعُ الجِسْمِ بضُعْف والقِيامَة بِقُوَّة. يُزرَع جِسْمٌ بَشَرِيٌّ فيَقومُ جِسْمًا رُوحِيًّا (1 قورنتس 15: 42-44). لكن الناس الذين كانوا متزوِّجين على الأرض سيحتفظون بعلاقات شخصية روحية مختلفة تمامًا عن علاقاتهم مع الآخرين. وكذلك الأصدقاء وكذلك الأمومة والأبوَّة والبنوَّة. فإن كل ما كان عميقًا في حياتنا الإنسانية وفي حياتنا الحالية سيبقى إلى الأبد. هكذا مثلاً مريم العذراء ستبقى للأبد أم المسيح. الأزواج والأصدقاء والأحباء سيلتقون في الحياة الأبدية، لكنَّهم سيلتقون لكي يعيشوا بشكل كامل حُب الله في الأبدية. فنحن نعيش من حياة الله نفسها. لن يعيد الله لنا نفس الحياة التي نعيشها اليوم، أي الحياة الزائلة والمحدودة، لكنها ستكون حياتنا اشتراكًا في حياة المسيح القائم، أي شركة كاملة ونهائية مع الله الحيّ. وفي هذا الصدد قال يسوع لمرتا " أَنا القِيامَة والحَياة مَن آمَنَ بي، وَإن ماتَ، فسَيَحْيا وكُلُّ مَن يَحْيا ويُؤمِنُ بي لن يَموتَ أَبَداً" (يوحنا 11: 25 26). ويُعلق القديس أوغسطينوس " آمن أنك وإن مت فستحيا، فإن لم تؤمن بذلك فإنك وإن عشت تموت". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|