منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 11 - 2022, 11:11 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

أهمّ ما في الأمور نهايتها ( البابا شنودة الثالث )


قداسة البابا شنوده الثالث




أهمّ ما في الأمور نهايتها


دائمًا يبحث الناس عن النهاية، ويهتمون بها:
وذلك في كل نواحي الحياة: تروى قصة أو تشاهد رواية، وكل ما يهمك ويهم غيرك، هو كيف انتهت القصة أو الرواية؟ وقد توجد قضية أو خلاف بين زوجين، أو حادث في الطريق... المهم هو كيف انتهى؟... وقد يشرح لك الراوي تفاصيل ما حدث. ولكنك تسأل في لهفة: والنهاية؟.. نفس الوضع في أية مباراة، أو أية منافسة، أو أية حرب بين دولتين، أو أي حوار أو تفاوض... السؤال المهم هو: وماذا كانت النهاية أو النتيجة؟..
نفس الوضع نقوله بالنسبة إلى العصاميين، والمعوقين...
العصاميون بدأوا حياتهم في ظروف صعبة ما كانت تبشر بشيء من المستقبل السعيد. ولكن بالجهاد والصبر والاحتمال، قد تمكنوا من اجتياز الصعاب التي صادفتهم. وكانت النهاية طيبة جدًا، حصدوا فيها ثمار جهادهم...
ويشبه هذا، من بدأت حياتهم بإعاقة بشرية مثل فقد البصر.
مثلًا: فقد كانت بداية هؤلاء متعبة. ولكن كانت النهاية طيبة. نقول هذا عن طه حسين الذي صار وزير التعليم في مصر، وعميد الأدب العربي، ورئيس جامعة الإسكندرية. وهكذا نذكر أيضًا أبا العلاء المعرى الذي صار من أعظم شعراء اللغة العربية. ونذكر مع هذين الأديبين الكبيرين القديس ديديموس الضرير الذي على الرغم من كفّ بصره، اخترع طريقة للكتابة على البارز قبل العلامة برايل بحوالي 15 قرنًا، وصار من أعظم علماء المسيحية..
وهنا نقول إن المهم في حياة هؤلاء وأمثالهم، كانت النهاية التي انتهوا إليها، وليس نقطة البدء.
مثال آخر هو الذين كابدوا ضيقات كثيرة وشديدة في حياتهم. ولكن المهم في حياتهم كان هو الانفراج الذين لاقوه في النهاية...
+ نذكر من بين هؤلاء يوسف الصديق الذي عامله إخوته بحسد وعنف، حتى بيع كعبد. وعلى الرغم من إخلاصه وعفته، اُتهم اتهامًا باطلًا وظالمًا من امرأة سيده، وقاسى كثيرًا. لكنه في النهاية خرج من السجن ليكون أعظم وزراء مصر، والثاني في المملكة...
+ نذكر مثالًا آخر هو أيوب الصديق وما قاساه في مرضه. وكيف صبر في آلامه، حتى يُضرب به المثل في الصبر. وكيف عافاه الله في النهاية، وصارت نهاية عمره أفضل من بدايته...
+ كل هذا يفتح بابًا للرجاء أمام الذين تصادفهم ضيقات أو أمراض. فربما تكون نهاية الضيقة هي الفرج، ونهاية المرض هي الشفاء.
لهذا، ففي كل طريق يسلك فيه الإنسان، عليه أن يسأل نفسه في دقة وصراحة: ماذا ستكون نهاية هذا الطريق؟
+ مثال ذلك: فتاة تحب شابًا ولا أمل في أن ينتهي مثل هذا الحب بالزواج! ومع ذلك تتعلق به، ولا تضع أمامها نهاية هذا التعلق! وقد تخطئ معه، دون أن تفكر ما تنتهي إليه الخطيئة، أي الضياع!!
+ أو زوج يختلف مع زوجته، ويحتدم الاختلاف بينهما ويستمر بلا صلح، دون أن يفكر أحد منهما: ماذا ستكون نهاية هذا الخلاف، ونتائجه عليهما وعلى أولادهما؟ إنهما ينشغلان بالخلاف فقط، ولا يفكران ماذا تكون النهاية! بينما الخطورة في النهاية...
+ كذلك شاب يبدأ التدخين - ولو بسيجارة واحدة، مجاراةً لزملائه، أو رغبةً في أن يجرب طعم التدخين! مثل هذا، عليه أن يفكر جيدًا ما نتيجة هذه التجربة؟!
وبنفس الطريقة كل ممارسة يمكن أن تنتهي إلى عادة.
كثيرون يأتون إلينا في مشاكل مالية، نذكر منها:
+ شخص في حاجة إلى قرض مالي. وفي مقابل ذلك يوقّع على شيك بدون رصيد، أو يوقّع على إيصال أمانة. وأسوأ من هذين من يوقّع شيكًا على بياض!! يمكن أن يكتب عليه الذي يستلمه أي مبلغ خيالي!! فأين كان عقل كل شخص من هؤلاء حينما وقّع على ورقة أو شيك، يمكن أن تنتهي به إلى السجن؟! ولكنه -للأسف الشديد- أسلوب من لا يفكر في النهاية!
+ أو شخص آخر يدخل في مشروع اقتصادي أو استثماري لم يدرسه، فتكون النهاية إفلاسه أو استدانته، وقد وضع فيه كل ماله! أو أنه يشارك في المشروع شخصًا يضع فيه كل ثقته، فتكون هذه المشاركة سببًا في ضياعه! ثم يشكو لأنه لم يفكر في النهاية...
أيضًا كل خطأ يرتكبه الإنسان، عليه أن ينظر إلى النهاية، أي إلى نتائج هذا الخطأ وردود فعله...
فلا يظن أنه فعل وانتهى الأمر. إنما ليسأل نفسه: وماذا بعد؟
فمثلًا: كل غضب يشتعل في داخله، ويظهر في ألفاظه ومعاملاته، فليسأل نفسه ماذا تكون ردود فعله عند الطرف الآخر؟ سواء بالنسبة إلى نفسيته ووقع ذلك الغضب عليها، أو بماذا سيرد؟ فالأمر لم ينته بعد. وربما تكون له نهاية لا نعرف إلى أي حد! وهكذا يكون التفكير من جهة كل إساءة من نحو الآخرين..
هنا ونتناول بالتحليل المعركة بين الحق والباطل:
كثيرًا ما ينجح الباطل أولًا، لأن له وسائل وحيلًا أكثر من الحق! فالباطل يستطيع أن يكذب ويخدع، ويلجأ إلى التزوير والإدعاء والنفاق... بينما لا يستطيع الحق أن يلجأ إلى شيء من هذا كله... فإن نجح الباطل بوسائله الملتوية، فلا تيأس... ليس المنتهى بعد... غالبًا ما ينكشف بالوقت، وتبطل كل مؤامرته... ثم ما يلبث الحق أن ينتصر، ولكن في النهاية، بعد حين.
قدّم القديس اوغسطينوس مثالًا لذلك فقال: عند إيقاد نارٍ من خشب، تبقى النار من تحت، ويرتفع الدخان إلى فوق، ويظل يرتفع وتتسع رقعته، ولكنه في كل ذلك يتبدد، بينما تبقى النار محتفظة بذاتها. وهكذا يكون الأمر بين الحق والباطل (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)، في كيف تكون نهاية كل منهما... والمهم في النهاية.
هنا ونتأمل حياة كل إنسان ونهايته
قد يبدأ إنسان حياته بالخطية، ثم يتوب ويرجع إلى الله، ويحيا في حياة الفضيلة وينمو فيها. ويلاقى الموت وهو إنسان بار. هذا أفضل بلا شك من إنسان آخر بدأ حياته بارًا، ثم انحرف فأخطأ واستمر في الخطيئة حتى موته. المهم في نهاية كل منهما...
بالمثل أيضًا شخصان: أحدهما فشل في مبدأ حياته، فأخذ درسًا من فشله وأصلح مسيرته فنجح أخيرًا. بينما الشخص الآخر كان في بادئ الأمر ناجحًا، وأصابه غرور من نجاحه، فتهاون كثيرًا ثم انتهى إلى الفشل. والمهم هو نهاية كلٍ منهما...


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البطريرك ثاؤفيلس الثالث البابا شنودة الثالث سيكون خالدا
- الفداء، من الأمور التي لا تُرى البابا شنودة
قداسة البابا شنودة الثالث _ والطفل شنودة
عظة متاعب الحياة للبابا شنودة الثالث _ من اجمل عظات البابا شنودة الثالث
يا صاحب الأقداس - العيد الثالث لنياحة البابا شنودة الثالث 2015


الساعة الآن 12:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024