*لقد ارتفعت (طبيعتنا في شخص الإله المتجسد) فوق السماوات، وسمت فوق الملائكة. لقد عبرت فوق رؤساء الملائكة والشاروبيم، وحلَّقت فوق السيرافيم، عالية أكثر من كل القوات السمائية، واستراحتفي العرش الإلهي الحقيقي وحده.
أنتم ترون كيف تبتعد السماوات عن الأرض! لكن دعنا بالأحرى نبدأ بنظرنا من أسفل.
أما ترون مقدار البُعد بين الجحيم والأرض؟ ثم بين هذه الأرض والسماء؟! وبين السماء التي فوقنا وسماء السماوات؟!
انظروا إلى طبيعتنا كيف انحطت ثم ارتفعت. فإنه ما كان يمكن النزول أكثر مما نزل إليه الإنسان، ولا يمكن الصعود إلى أكثر مما ارتفع إليه المسيح. ويوضح بولس ذلك إذ يقول: "الذي نزل هو الذي صعد أيضًا". وأين نزل؟! "إلى أقسام الأرض السفلى"، وصعد إلى "فوق جميع السماوات" (أف 4: 9-10) .
القديس يوحنا الذهبي الفم