يتصوَّر هذا الشاعر موسى النبي الذي قضى أربعين نهارًا وأربعين ليلة في حضرة الله وهو صائم لا يأكل ولا يشرب (تك 24: 18). يرى كأن الله يحدق بعينيه على نبيه المحبوب موسى الذي تأهَّل بالصوم أن يتمتَّع بهذه الحضرة الإلهية المجيدة. بهذا فتح الباب للمؤمنين المُخلِصين أن يمارسوا الصوم المقدس بهدف التلامس مع حضرة الله، فينعكس بهاء الله عليهم.
في تأمل سريع يرى الأب برودينتيوس كأن الشمس قد مارست 40 دورة خلال الأربعين يومًا وسط الكواكب الأخرى وهي تدهش لهذا الصائم الذي لا يأكل خبزًا ولا يشرب ماءً، لأن الله صار طعامه وشرابه الروحي. وإن كانت الأرض هي التي تدور، لكننا نرى كأن الشمس هي التي تُشرِق وتتحرَّك ثم تغرب حتى الشروق التالي.