منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 11 - 2022, 05:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

مزمور 55 - فرِّق ألسنتهم


فرِّق ألسنتهم

أَهْلِكْ يَا رَبُّ،
فَرِّقْ أَلْسِنَتَهُمْ،
لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ ظُلْمًا
وَخِصَامًا فِي الْمَدِينَةِ [ع9].

جاءت كلمة "أهلك" هنا في الأصل بمعنى "ابتلع"، فإن كان أبشالوم أراد أن يفترس أباه، يسنده في هذا الصديق الشخصي لداود والمشير له أخيتوفل، فإنهما بفعلهما هذا الشر الجسيم والخيانة العظمى للأبوة والصداقة، يُعرضان نفسيهما ومن معهما للافتراس، فما يزرعه الإنسان إياه يحصد (غل 6: 7).
أما صلاته لكي يفرق ألسنتهم، فيذكرنا بما حدث حينما حاول البشر إقامة برج لمقاومة خطة الله فبلبل ألسنتهم، وتخبط الكل في اضطراب، ولم يحققوا خطتهم (تك 11: 1-9).
ظن أبشالوم بلسانه المعسول أن يسحب كرسي المُلك من تحت والده، ويأتي برأسه دون مقاومة تُحسب. وظن أخيتوفل بحواره مع أبشالوم تنجح خطتهما لا محالة، ولم يدركا أن ثمرة الشر هو البلبلة والاضطراب والفشل التام، مع الهلاك!
أما عن الظلم والخصام اللذان حلا بمدينة أورشليم، فالظلم صدر عن المقاومين لداود الملك بلا سبب. وأما الخصام أو النزاع فقد صدر عن وجود خلافات وسط القادة والشعب، إذ شعر البعض أن ما فعله أبشالوم ومن معه هو افتراء وظلم؛ بهذا حدث شقاق وسط الصفوف، وإن كان لم يجسر أحد على مقاومة أبشالوم علانية.
لقد رأى السيد المسيح إثمًا واضطرابًا في مدينة أورشليم، إذ أسلموه ظلمًا للمحاكمة، وقد حدث شقاق، لأن قومًا كانوا يقولون إنه ليس من الله، لأنه لا يحفظ السبت، وآخرون قالوا: كيف يقدر رجل خاطي أن يصنع مثل هذه الآيات؟! وقد أحاط الإثم أسوارها ليلًا ونهارًا، إذ بدأ القادة في محاكمته ظلمًا في الليل، واستمرت حتى الصباح، وفي النهار تم الصلب. الذين كان يجب أن يكونوا أسوارًا تحفظ الإيمان، وتعلن عن النبوات الخاصة به، اتسموا بالإثم. استخدموا المال والخداع في صلبه، فقبل يهوذا الثلاثين من الفضة ثمنًا للبار، وكأنه قد قبل أبشع أنواع الربا!
هذه هي صورة المدينة الأثيمة التي سلمت سيدها، التي يطلب المرتل أن يهلكها ويفرِّق ألسنتها! أما أنت أيها العزيز، فقد صرت مدينة الله التي تعرف البرّ. فقد قبلت ملك الملوك ابن داود في داخلك، تعرف كيف تتكلم بلغة الروح التي يفهمها السمائيون، ويتجاوب معها كل المؤمنين في كل المسكونة، ويكون الرب نفسه سورها الناري، ومجدها الداخلي، لا تعرف محبة المال، بل العطاء والبذل مع الإخلاص والحق!
كن أيها العزيز أورشليم الجديدة، مدينة الله المفرحة والمتناغمة مع السماء، وكأنها نازلة من السماء، ولا تكن بابل الجديدة المملوءة اضطرابًا ورِبا وغشًا، التي تدبر مؤامرات للخلاص من ابن داود. بهذا لا يتبلبل لسانك الداخلي!
نَهَارًا وَلَيْلًا يُحِيطُونَ بِهَا عَلَى أَسْوَارِهَا،
وَإِثْمٌ وَمَشَقَّةٌ فِي وَسَطِهَا [ع10].

هنا يصور المرتل حال أورشليم بعد أن قام أبشالوم ومن معه بحركة التمرد المسلحة. فالقادة لا يشغلهم سوى التخطيط المستمر لنجاح حركتهم وتحقيق أهدافهم. لا ينامون بالليل، ولا يهدأون في النهار. يباشرون الأسوار لتشجيع الحراسة المشددة العاملة لحسابهم، وقد امتلأت المدينة بالإثم، حيث يزرعون الشقاق، ويفترون على داود الملك وأتباعه باتهامات كاذبة. يتحدثون في رياءٍ مع افتراءات وأكاذيب. امتلأت المدينة بأعمال العنف في الداخل وحول الأسوار.
إنها صورة مؤلمة للنفس التي كان يليق بها أن تكون أورشليم الروحية، مدينة الله المقدسة، يملك المسيح ابن داود عليها، لكنها إذ ترفض مملكته فيها، تمتلئ بالعنف عوض السلام، والأكاذيب عوض الحق، والمؤامرات عوض السلام والعمل لحساب ملكوت الله، والأكاذيب عوض الحق. هكذا يملك الإثم عوض البرّ.
مَفَاسِدُ فِي وَسَطِهَا،
وَلاَ يَبْرَحُ مِنْ سَاحَتِهَا ظُلْمٌ وَغِشٌّ [ع11].

كثيرًا ما يظن العصاة والمتمردون والمتآمرون أنهم مصلحون للمجتمع، غير أن العصيان والتمرد يزرع فسادًا في النفس كما في الجماعة. تتحول النفس إلى بؤرة فساد، وتصير شوارعها وساحاتها أشبه بطرقٍ للدمار.
من ينصت إلى الوصية الإلهية بروح الطاعة، يسكن برّ الله فيه، ويصير سفيرًا للحق، وشاهدًا لعمل الله، مجتذبًا الكثيرين معه إلى الخلاص والمجد الأبدي.
لننصت ونطع الوصية، فلا يتسلل الغش إلى أعماقنا.
* "ولم يخلُ من شوارعها الربا والغش" (مز 55: 11). الربا والغش لا يختفيان... لكنهما يُمارسان علانية...
يوجد ربا آخر أشر من (ربا المال)، عندما لا تغفر لمن هو مدين لك بدين، ومع ذلك تصلي، قائلًا: "اغفر لنا ما علينا، كما نغفر نحن للمذنبين إلينا" (مت 6: 12). فماذا تريد أن تفعل عندما تذهب للصلاة، وتبلغ هذه الفقرة؟ لقد سمعت كلمة شتيمة، وأنت تريد الانتقام...! يا له من ربا شرير!
القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آرميا | يمدون ألسنتهم كقسيهم للكذب لا للحق
ما على ألسنتهم يختلف عما يوجد في قلوبهم
هؤلاء (الأشرار) ألسنتهم حسب شهادة المرتل سيف ماض
اسمع، كيف يجعل الناس من ألسنتهم آلة
لماذا في أياديهم وليست على ألسنتهم...؟


الساعة الآن 09:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024