يربط هذا الأصحاح بين حياة القلق والاضطراب وبين الحياة المباركة. بحسب التقديرات البشرية، سقط كل من طوبيت وحنة في حالة من القلق بسبب الضعف البشري، لكن اختلف الاثنان في علاج الموقف.
تصوَّر طوبيت أن تأخير مجيء ابنه في الميعاد المتوقّع سببه أن يكون غابيلوس قد مات، ولم تعرف عائلته بأمر الوديعة التي سلَّمها له. حزن حزنًا شديدًا ليس على الفضة التي أودعها، إنما لأجل أسرة غابيلوس التي فقدت عائلها. أما حنة فتصوَّرت أن ابنها قد مات، وعندما حاول رجلها أن يطمئنها، قالت له: "اصمت أنت، ولا تخدعني. ابني مات"، وكانت تتمشَّى كل يومٍ في الطريق الذي مضى فيه. امتنعت عن الطعام نهارًا، ولم تكف عن البكاء ليلاً على ابنها طوال الأربعة عشر يومًا التي للعُرْسِ.
الاثنان سقطا تحت الضعف البشري، لكن طوبيت حزن إلى حين واثقًا في رحمة الله، أما حنة فاستسلمت للحزن بغير رجاءٍ.
مقابل هذه الحياة المملوءة قلقًا، يُقَدِّم لنا هذا الأصحاح بل وكل السفر الاهتمام بالحياة المُطوَّبة أو الحياة المباركة.