يجمُل بنا أن نلاحظ هذه النتيجة التي أحدثتها حياة المسيح في هذا العالم، فقد كان هو نور العالم، وذلك النور له عمل مزدوج؛ فقد دان وخلَّص. من الجهة الواحدة قد أعمى بلمعانه الباهر الذين ظنوا أنفسهم مُبصِرين، ومن الجهة الأخرى أنار عيون أولئك الذين شعروا حقيقةً بعمَاهم الروحي والأدبي. لقد كان غرضه من المجيء لا أن يدين بل أن يُخلِّص، ولكنه عند مجيئه قد دان كل إنسان وكشف حالته. كان ظاهرًا أنه يختلف عن جميع الذين حوله كما يختلف النور عن الظلمة، وفي الوقت نفسه قد خلَّص جميع الذين عرفوا حقيقة حالهم وأخذوا مركزهم الصحيح.