يقف الصليب كفاصل بين الناس، أينما بُشر به بإخلاص. فهو فاصل بين "الهالكين" من جانب، وبيننا "نحن المُخلَّصين" من الجانب الآخر. ويتحدد الجانب الذي ينتمي إليه الشخص، بموقفه من تعليم الصليب. فللبعض هو «جهالة» لأنهم يتمسكون بالعالم وحكمته، وللآخرين هو «قوة الله» التي تؤدي للخلاص. فالله «يخلِّص ... بجهالة الكرازة» (ع21). والفكرة هنا ليست أن الكرازة تبدو طريقة جاهلة ـ بالمقارنة بالعمل، على سبيل المثال، بل أن الرسالة نفسها التي يُكرز بها، والتي يسميها هنا «كلمة الصليب»، جهالة طبقًا للفكر البشري، ولكن هي الحكمة والقوة بحسب الله.