|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بركات في دروب الألم لأَنَّهُ يَعْرِفُ طَرِيقِي. إِذَا جَرَّبَنِي أَخْرُجُ كَالذَّهَبِ ( أيوب 23: 10 ) درب الألم يُشبه بوتقة الصائغ التي يضع فيها الذهب الذي يُريد إعادة صياغته ليعمل منه حلية جديدة وبالشكل الذي يحلو له، فيضعه في وعاء يتعرَّض للنار الشديدة حتى ينصهر، فتنفصل الشوائب والمعادن الغريبة ويبقى الذهب النقي. ثم يُقرِّب الصائغ وجهه إلى البوتقة الملتهبة ليتأكد أن صورته قد ظهرت على صفحة الذهب المنصهر، كمرآة يرى فيها وجهه. وحين تظهر الصورة واضحة يكون حينئذ الذهب نقيًا نافعًا مستعدًا للتشكيل كما يحسن في عينيه. يُحقق الصائغ مقصده دون أن يتلف أو يخسر ذرة واحدة من ذهبه الثمين. كم بالأكثر يكون ربنا الصائغ الحاذق الماهر الذي يُزكي الإيمان، الذي هو أثمن من الذهب الفاني! فإنه – تبارك اسمه - يضمن سلامة قديسيه مهما تعقدت الحالة الصحية بالمنظور البشري. وكما أن الذهب يخرج أكثر نقاوة، هكذا يخرج المؤمن المُجرَّب من هذه الظروف الأليمة بفضائل كريمة وعلاقة حميمة بالرب، فيكون أكثر اتضاعًا، وأكثر خضوعًا، وأكثر تدقيقًا، وأكثر إيمانًا، وأكثر تعلقًا بالرب، والأمر الأهم، أكثر شَبهًا به. فيفعل ما يوافق قلبه، إذ تكون له أحشاء سيده الرقيقة التي تتحرك تجاه أحبائه المتألمين. فيُحسب امتياز من الرب للمؤمن المتألم أن يكون مُستخدَمًا من الرب ليشجع آخرين ويُعزيهم بالتعزية التي تعزى بها من الله ( 1كو 1: 3 ، 4). لذلك نجد أن أكثر المؤمنين تشجيعًا لمَن يتألمون من مرضٍ ما، هم الذين اجتازوا التجربة ذاتها، ونالوا معونة من الرب، وقد امتلأوا بالتعزية وفاضوا بها على آخرين يعبرون السبيل عينه. عزيزي القاريء: ربما تكون قد اختبرت معونة الرب في وقت مرضك. تذكَّر أن إخوتك العابرين الدرب الضيِّق الذي جُزت فيه يحتاجون إلى صلاتك واتصالاتك، تشجيعك ودموعك أيضًا. صلِّ لكي يستثمر الرب ما جُزت فيه لبركة الآخرين. ويا لها من خدمة رقيقة لا تحتاج إلى علم غزير ولا إلى نشاط كثير، بل إلى تكريس بعض الوقت، وشهادة من القلب، وسكب دموع الحب! يا إلهي هبني قلبًا مثلَ قلبك الرقيقْ في وداعةً ولطفٍ للجميع كالصديـقْ يُسنِدُ كل ضعيفٍ ويواسي مَنْ في ضيقْ قاصدًا إسعادَ غيري هكذا طولَ الطريقْ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ستدرك بركات الألم |
من يجتاز مدرسة الألم ينال بركات كثيرة. |
من يجتاز مدرسة الألم ينال بركات تحمله وصبره |
حروب ايه يا بني |
بركات الألم |