يرى القديس أغسطينوس أن هذه العبارة تثير تساؤلًا: هل الله لا يعلم كل شيءٍ، حتى يتطلع من السماء لينظر؟ يجيب على هذا السؤال أن الكتاب المقدس كثيرًا ما يشير إلى أعمالٍ الله بطريقة بشرية من أجلنا نحن. فعندما يقول: "لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (1 كو 2: 10)، لا يعني أن الروح يحتاج إلى أن يفحص ليعرف أعماق الله، إنما كُتب هذا لكي نشتاق نحن أن نفحص الأسرار الإلهية بروح الله القدوس.
هكذا عندما يقول هنا أن الله ينظر من السماء إلى بني البشر، فيجدهم جميعًا وقد حلّ بهم الفساد. لم يكن الله غير عالمٍ بهذا، إنما هذا التعبير غايته أن يعلن للبشرية حقيقتهم، ويطلب كل إنسانٍ الخلاص من الفساد الذي حلّ به كما بإخوته.